مع الأسف، لقد قطعنا أوصال ديننا الحنيف المتسامح، الذي لا يعرف المزايدات سواء عن طريق الإرهاب، الذي أضرَّ بسمعة الاسلام والمسلمين، أو محاولة بعضهم الاتجار به دنيوياً. وآخر الصرعات، إن جاز التعبير، هو الضحك على البسطاء بادعاءات كاذبة، يروِّجها دجالون على العامة عن مدَّعين تواصلهم مع الجن عبر جوالاتهم، وعلى «واتساب» تحديداً، ومعالجتهم جميع الأمراض، «من الصداع وحتى السرطان»، ناهيك عن مسِّ الجن، وهذا الدجال يعرف جيداً أنه سوف يجد زبائن حتماً، وإلا لما تجرَّأ على ذكر ذلك. الغريب أن هذا الراقي يقول ما يقوله علناً، ودون خجل، وهناك مَنْ يطبِّل له، مع العلم أنهم يعرفون أنه كاذب، ولكن طالما أن اسمك هو شيخ الرقية الفلاني، فأنت مُصدَّقٌ، وسوف تجد لا محالة مَنْ يقول: انصر أخاك ظالماً. وإذا لم تستحِ فاصنع ما شئت. وهذا ليس غريباً علينا، فهناك مَنْ صدَّق وطبَّل لأرباب التكفير، الذين كفَّروا أبناء جلدتهم، ولم يسلم من تكفيرهم مسلم، إلا زعيم الإرهاب أبو بكر البغدادي، ولا أستغراب ذلك طالما أن الإرهابي والتكفيري يسيران على طريق واحد، ولا ألوم الجاهل على جهله، ولكن ألوم العالم، الذي يستغل العلم للخداع، والاستخفاف بعقول العامة بهدف كسب المال. لا أعرف ماذا أصابنا، لقد أصبحنا نصدِّق خرافات وأساطير لا وجود لها من ملائكة أفغانستان، وسوريا، مروراً بتجارة تفسير الأحلام، وانتهاء بالاتصال بالجن عبر «واتساب»، وإذا جادلت أحد الرقاة في مواقع التواصل الاجتماعي، قال لك: أنت ليبرالي، أو علماني. متجاهلاً أنه يغرِّد، ويروِّج أكاذيبه عبر موقع، أطلقه هؤلاء، وهنا أتساءل: أين كلمة وزارة الأوقاف؟ وأين ضوابط تصاريحها؟ ولماذا أصبح كل مَنْ هب ودب راقياً شرعياً، يروِّج أكاذيبه على العامة باسم الدين؟ ولماذا لا يحاكم مَنْ لا يحمل تصريحاً بالعمل راقياً.