كثَّف الانقلابيون في اليمن قصفهم العشوائي لعددٍ من أحياء مدينة تعز غرباً ما أوقع مزيداً من القتلى والمصابين، في وقتٍ جدَّدت الحكومة الشرعية برئاسة خالد بحاح ترحيبها بأي مسارٍ يفضي إلى السلام بما يضمن عودة الدولة وإنهاء ممارسات الحوثيين وحلفائهم. وتقدمَّت قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية في مديرتي خب والشعف التابعتين لمحافظة الجوف شمالاً، بينما استمرت الاشتباكات المسلحة على الحدود بين محافظتي إب والضالع. وأبلغت مصادر داخل تعز عن سقوط 30 شخصاً بين قتيل وجريح أمس الخميس جرَّاء تواصُل القصف المدفعي الحوثي على أحياء الدحي وجبل جرة وجبل الروضة والشماسي. وتحدث مصدر عن تسبُّب هذا القصف في مقتل 3 أشخاص وإصابة 27 آخرين غداة إيقاعه 17 قتيلاً وأكثر من 90 جريحاً. وأكد موقع «المشهد اليمني» حصيلة الضحايا، مشيراً إلى مجزرة ترتكبها الميليشيات المتمردة. وبالتزامن؛ تواصلت الاشتباكات المسلحة في المدينة وأوقعت 20 قتيلاً حوثياً على الأقل، بحسب مصادر. وتشهد تعز، العاصمة الثقافية للبلاد وثالث أكبر مدنها، معارك ضارية منذ إبريل الماضي بعد رفض سكانها سيطرة الحوثيين المدعومين بقوات الرئيس السابق، علي عبدالله صالح، على مناطقهم. وتتهم مصادر فيها الميليشيات باللجوء إلى القصف الصاروخي على المنازل. ونقلت وكالة الأنباء «رويترز» عن مصادر طبية أن 14 تعزياً قُتِلوا أمس الأول جرَّاء استهداف المتمردين مواقع سكنية بالصواريخ. واضطر آلاف إلى الفرار من المدينة، فيما يواجه المتبقون فيها نقصاً شديداً في الإمدادات الرئيسة وسط اتهامات لجماعة الحوثي بالاستيلاء على المساعدات الإنسانية المرسَلة من الخارج. وفي تطورٍ ميداني آخر؛ أفاد مصدرٌ قبلي موالٍ للشرعية بسيطرة الجيش الوطني والمقاومة في ساعة متأخرة من مساء أمس الأول على مناطق عروق الحيض التابعة لمديرية خب والشعف شمالي محافظة الجوف. وربط المصدر بين تقدُّم القوات وغطاءٍ جوي من طائرات التحالف العربي «ما أتاح إحراز تقدمٍ كبير نحو معسكر الخنجر الاستراتيجي إثر معارك مستمرة بين الطرفين في محيطه». وأشار في الوقت نفسه إلى «اندلاع معارك عنيفة في مداخل منطقة وسط التابعة لخب والشعف بين قبائل المرازيق من جهة ومسلحي الحوثيين وصالح من جهة أخرى»، موضحاً أن «قواتٍ كبيرة من الجيش والمقاومة وصلت إلى المنطقة تحت غطاءٍ جوي لمساندة المرازيق». وتضم القوات، وفقاً له، مئات المقاتلين ودبابات وعربات هجومية مدرعة وعدداً من كاسحات الألغام وراجمات صواريخ متوسطة الحجم. وأبلغ المصدر ذاته عن فرض قواتٍ موالية للشرعية حصاراً مُطبِقاً من عدة اتجاهات على مدينة الحزم (مركز الجوف). ومنذ أيام؛ بدأت تحركات عسكرية محمومة في محاولة لطرد المتمردين من المحافظة. إلى ذلك؛ قُتِلَ نحو 8 مسلحين حوثيين في مواجهات مع المقاومة في جبل الرخام التابع لمديرية قعطبة على الحدود بين محافظتي الضالع (جنوب) وإب (وسط). ونقل موقع «المصدر أونلاين» اليمني عن شاهد عيان أن المقاومة أعطبت دوريتين للميليشيات خلال مواجهاتٍ وكمينٍ منفصل «ما أدى إلى تراجع قوات التمرد من محيط جبل الرخام نحو منطقة العود التابعة لمديرية الشعر في محافظة إب». وشَهِدَت منطقة الشعاور التابعة لمديرية العدين غرب المحافظة مواجهات عنيفة إثر محاولاتٍ حوثية للسيطرة عليها من اتجاه مديرية القفر. والضالع أول محافظةٍ تتحرر من سيطرة الانقلاب قبل أشهر؛ لذا تحاول قواته احتلالها مجدَّداً لإبعاد الجيش الوطني والمقاومين عن إب القريبة. سياسياً؛ أكد السفير الروسي لدى الرياض، أوليج أوزيروف، دعم بلاده تنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2216.وينص القرار الصادر في إبريل الماضي على سحب الميليشيات المتمردة من المدن اليمنية. وقال أوزيروف لرئيس الحكومة الشرعية، خالد بحاح، إن موسكو نقلت إلى الحوثيين أنهم ارتكبوا عدداً من الأخطاء التي أوصلت بلادهم إلى هذه المرحلة. وأبدى السفير، خلال لقائه بحاح في الرياض أمس، ارتياحه لما تبذله الحكومة الشرعية من جهود في سبيل إعادة الأمن والاستقرار إلى المحافظات. فيما شدَّد بحاح على ترحيبه بأي مسار يفضي إلى السلام ويوقف نزيف الدم ويضمن عودة الدولة بما ينهي ممارسات الانقلابيين ويفرض الأمن والاستقرار.