أعلن الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" في بيان أمس الخميس أن رئيسه المستقيل السويسري جوزيف بلاتر أعفي من جميع مهامه، وأن الكاميروني عيسى حياتو رئيس الاتحاد الإفريقي سيتولى الرئاسة بالوكالة حتى انتخاب رئيس جديد. وأوقفت لجنة الأخلاق بلاتر لمدة 90 يوما في وقت سابق أمس. وجاء في بيان الفيفا: "وفقا لقانون الأخلاق، فإن بلاتر أعفي من جميع مهامه كرئيس للفيفا بعد قرار الرئيس المستقل لغرفة التحقيق التابعة للجنة الأخلاق بإيقافه مؤقتا من ممارسة أي نشاط رياضي على الصعيدين المحلي والدولي". وتابع بيان الفيفا "حسب المادة 32 (6) من النظام الأساسي للفيفا، فإن عيسى حياتو نائب الرئيس الأقدم سنا في اللجنة التنفيذية للفيفا سيتولى الرئاسة بالوكالة". وأوقفت لجنة الأخلاق أيضا الفرنسي ميشيل بلاتيني رئيس الاتحاد الأوروبي والأمين العام السابق للفيفا الفرنسي جيروم فالك بتهم فساد، فضلا عن إيقاف الكوري الجنوبي تشونج مونج 6 سنوات. وقال بيان صادر عن الفيفا أمس: «قررت غرفة التحكيم في لجنة الأخلاق التي يرأسها هانز يواكيم إيكرت، الإيقاف المؤقت لرئيس الفيفا جوزيف بلاتر، رئيس الاتحاد الأوروبي ونائب رئيس فيفا ميشيل بلاتيني، وأمين عام فيفا جيروم فالك (أعفي من منصبه الشهر الماضي) لمدة 90 يوماً». وأضاف البيان «قد يتم تمديد فترة الإيقاف إلى 45 يوماً إضافياً». وتابع: «كما تم إيقاف نائب رئيس الفيفا سابقاً تشونج مونج ست سنوات وأنزلت به غرامة مقدارها 100 ألف فرنك سويسري». وأوضح البيان «خلال فترة العقوبة يمنع على هؤلاء ممارسة أي نشاط كروي على الصعيدين المحلي والدولي. يدخل الإيقاف حيز التنفيذ مباشرة». وكان المدعي العام السويسري فتح الأسبوع الماضي تحقيقاً جنائياً بحق بلاتر للاشتباه ب«إدارته غير الشرعية وسوء الائتمان»، وأيضاً بسبب «دفع غير قانوني» لمبلغ مليوني فرنك سويسري إلى بلاتيني. وتشتبه وزارة العدل السويسرية بأن بلاتر وقّع «عقداً (لمنح حقوق نقل مونديالي 2010 و2014) ليس في مصلحة الفيفا» مع الاتحاد الكاريبي للعبة عندما كان الترينيدادي جاك وارنر رئيساً له». وبالنسبة إلى المدعي العام السويسري هناك أيضاً «شك خلال تنفيذ الاتفاق بأن يكون بلاتر تصرّف بطريقة لا تخدم مصالح الفيفا منتهكاً بذلك واجباته الإدارية». أما بلاتيني فقد أكد أن المستحقات المتأخرة التي حصل عليها في عام 2011 هي مقابل عمل بموجب عقد رسمي قام به لمصلحة الفيفا بين عامي 1999 و2002، وأن تأخر حصوله على المبلغ كان بسبب الصعوبات المالية التي كان يعاني منها الاتحاد الدولي في عام 2002. وأوضح المدعي العام السويسري أن محققين «قاموا بالاستماع إلى بلاتيني بصفته مستدعى لإعطاء معلومات». وكان بلاتيني انتقد قبل لحظات قليلة من بيان لجنة الأخلاق التسريبات «الغادرة» عن إيقافه، متهماً «مصدراً رسمياً من الفيفا» بها، ومعتبراً أنها تهدف «في الأساس إلى تشويه سمعته». كما أكد رئيس الاتحاد الأوروبي أنه قام بالإجراءات المتعلقة «بتسليم» ملف ترشيحه بقوله «قمت بتسليم رسالة ترشيحي رسمياً لانتخابات رئاسة الفيفا»، مضيفاً «كما جرت العادة منذ 2007، سأتمم واجباتي بعد التشاور مع الاتحادات ال54 في القارة الأوروبية التي سأستدعيها قريباً إلى اجتماع في نيويورك». وأشار إلى أنه «سيجتمع أيضاً مع مختلف الاتحادات القارية لمناقشة جميع الأمور بروح منفتحة لطالما تميزت بها». أما تشونج فهو متهم بأنه حاول في نهاية 2010 ترجيح كفة التصويت لمنح بلاده حملة استضافة كأس العالم 2022، في خرق لقواعد مواد الأخلاق في الاتحاد الدولي. وكانت كوريا الجنوبية من الدول التي شاركت في السباق لاستضافة مونديال 2022 الذي ذهب إلى قطر بعد تغلبها على الولاياتالمتحدة في الجولة الأخيرة من التصويت. وتحدثت تقارير صحافية عن أن تشونج اقترح في رسالة تعود إلى أكتوبر 2010 على أعضاء اللجنة التنفيذية في الفيفا إنشاء صندوق دولي لكرة القدم مع مشاركة كوريا الجنوبية فيه بقيمة تصل إلى 777 مليون دولار حتى 2022 لدعم مشاريع مختلفة في العالم، مشيرة إلى أنه اشترط مقابل هذا الالتزام أن تكون كأس العالم من نصيب كوريا الجنوبية. وبالنسبة إلى فالك فكان الفيفا أقاله قبل نحو أسبوعين من منصبه بسبب قضايا فساد، منها اتهامه ببيع تذاكر لدخول مباريات كأس العالم في البرازيل عام 2014 بطريقة غير مشروعة. ويمر الاتحاد الدولي بالأزمة الأكثر خطورة في تاريخه منذ اعتقال 7 مسؤولين حاليين وسابقين، وتوجيه الاتهام إلى 14 شخصاً آخرين بطلب من القضاء الأمريكي بتهم فساد ورشاوى وابتزاز وتبييض أموال. واضطر بلاتر لتقديم استقالته بعد 4 أيام فقط على إعادة انتخابه رئيساً للفيفا لولاية خامسة على التوالي في 29 مايو الماضي، إثر الفضائح المتتالية التي طالته شخصياً. وحددت اللجنة التنفيذية الجديدة للفيفا 26 فبراير المقبل موعداً للجمعية العمومية غير العادية لانتخاب رئيس جديد خلفاً لبلاتر. أكد المدير التنفيذي لإدارة النزاهة في المركز الدولي للأمن الرياضي كريس إيتون بأن ما يحصل في الاتحاد الدولي لكرة القدم من أعمال فساد هو كارثة جسيمة. وقال إيتون رئيس اللجنة الأمنية في الفيفا سابقا: «كرة القدم وليس فقط الفيفا تقف على حافة كارثة كبرى، ومن المهم الآن إعادة هيكلة كرة القدم في العالم، وليس مؤسسة الفيفا فقط على أن تتم عملية إعادة الهيكلة تلك بشكل مستقل، ومن قبل شخصيات بعضها من خارج الوسط الرياضي والكروي وشخصيات تتمتع بالمصداقية في عالم كرة القدم من الاتحادات والأندية، وكل ذلك من أجل استعادة الثقة وضمان نزاهة لعبة كرة القدم في العالم». وتابع «إنها نهاية الفيفا كما نعرفها، لا مجال لهذه المؤسسة أن تنهض من هذه الكبوة. إنها في حاجة إلى إعادة إعمار بالكامل». وختم: «الفيفا في حاجة إلى رجل يملك شخصية قوية لأن هذه المؤسسة في حاجة إلى إصلاحات جذرية» مشيرا إلى وجوب «التحرك الحاسم والسريع لمجابهة خطر الفساد المستشري في الرياضة وكرة القدم العالمية. الوقت قد حان لعمل مستقل ومحايد من خارج منظومة الرياضة».