لبس العقال عملية سهلة، فبمجرد وضعه على الرأس «يمشي الحال»، خلاف «ربطة العنق» التي تحتاج لخبرة سابقة وجهد مضاعف في «لفلفتها» وعقدها، ثم إنها بألوانها المتعددة بحاجة لمعرفة بتناسق الألوان لتلائم ألوان الزي. وكلاهما – العقال والكرفتة – يرتبطان ببعض المآسي، فيقال إن سبب طغيان اللون الأسود على العقال حزن المسلمين على فقد الأندلس. أما «الكرفتة» فارتبطت بأول من لبسها وهم الكروات في حرب «الثلاثين عاماً» وكانت النساء يقدمنها كهدية لأزواجهن المحاربين! العقال قد يستخدم في حالات غير معهودة، فقد يستخدم في المضاربات ووسيلة عقاب وأداة تخويف. ففي المضاربات تتجه اليد لا إرادياً إليه ثم تدور المعركة، وقد يكون العقال ثقيلاً فيتسبب في جروح عديدة، وفي بعض المجالس الحكومية قد ينشب صراع ما فيتجه النواب لاستخدام العقال ولا تفلح المحاولات لفض الاشتباك. وفي البيت قد يضرب الرجل زوجته بالعقال فتبادر «المسكينة» بقذف زوجها بقدور الطبخ! وكل ذلك يحصل بسبب ساعة غضب ومع ذلك قد يتكفل الليل بإطفاء الغضب فتضمد الجروح، وتطوى القضية ولا تصل لأبواب القضاء! كما يستخدم العقال في بعض الظروف وسيلة ترهيب وتخويف للأطفال المشاكسين طمعاً في تعديل سلوكهم بسلوك لا يقل طفولية، أو طمعاً في نومهم لأن الليل «ساري»! أما الكرفتة فأعترف أنني لا أعرف طريقة عقدها ولن أفلح في تعلم ذلك، ثم إنها قد تسهم في توريط من يلبسها حيث تتحول إلى نقطة ضعف؛ فيقوم الخصم المقابل بسحبك من رقبتك بواسطتها! ثم لماذا ألبسها من الأساس وهي تذكرني ب»حبل المشنقة»!