أن يكبر طفلك، ويصبح بعمر الروضة، أو المرحلة التمهيدية، سينساب إلى روحك سيل من الفرح الذي يتلاشى بمجرد استحالة الأمر إلى الجدية، وبدئك البحث عن مدرسة، أو روضة، أو مبنى ملائم يحتضنه. وقبل أن تجد هذا المكان ستخطو نحو فكرك كثيرٌ من الأحلام حول مثالية المكان، أو اقترابه مما يجب أن يكون عليه، ولن يعنيك خاصاً كان، أم حكومياً لأن الأهم هو أن يناسب طفلك الذي ستضطر إلى إنزاله من كنف دلالك هذا العام ليتعرَّف على مجتمعه الجديد. حتماً ستصاب بالذهول إن اكتشفت أن قرابة 50 طفلاً يشاطرونه حجرة الدراسة واللعب في مدرسة حكومية بمبنى مستأجر وضيق، خُصصت فيه غرف صغيرة تخلو حتى من أجهزة التكييف لقسم المرحلة التمهيدية والروضة بمنسوباته من معلمات وحاضنات وغيرهن. حينها ستدرك أنه لا يوجد مَنْ هو أغلى من طفلك، وستتوجه به إلى روضة خاصة، كست مبناها كل ألوان الجذب والرفاهية، وسيتعلق بك طفلك متوسلاً حتى تضعه بها، ثم تتفاجأ عند دخولها بضيق المبنى، وامتلائه بألعاب قديمة، وخلوِّه من أبسط احتياطات السلامة، وعلاوة على ذلك ستصحب طفلك طوال العام فتاةٌ تخرَّجت لتوها في قسم ما، ولا تعرف عن رياض الأطفال إلا ما سمعته من مديرة الروضة، ثم ستقف دون حراك حين تعلم أنك مضطر لدفع 5 آلاف ريال مقابل هذا الهراء في فصل دراسي واحد!. مديرو التعليم، والمسؤولون عن التعليم الأهلي، وعن الأمن والسلامة المدرسية، لا نطالب بأكثر من التفاتة رقابية على الروضات الحكومية، ومنحها بعض الاهتمام، وتحديد سقف أعلى لأسعار الروضات الخاصة، وتقسيمها وفقاً للخدمات ووسائل الترفيه والتعليم والسلامة المتاحة، فهذه المرحلة الدراسية لا تقل أهمية عن غيرها، إن لم تكن أهم، فمنها تتشكَّل النظرة المستقبلية للطفل عن المدرسة والمجتمع التعليمي.