دعا عضو هيئة كبار العلماء عضو اللجنة الدائمة للإفتاء الدكتور سعد الخثلان إلى تنمية مفهوم المواطنة والأخوة، حاثاً الجميع على نشر روح الألفة والأخوة والمحبة؛ لأن هذا من المواطنة الصالحة، داعياً إلى الاعتزاز بالانتماء والهوية. مشيرا إلى أن إلغاء حب الوطن خلل وقصور فحبه مشروع ومطلوب، دون مغالاة ولا تجاوز لمرتبة الدين والعقيدة، والواجب تجاه الوطن الدفاع عنه، مبيناً أن الدفاع عن بلد الإسلام من الجهاد في سبيل الله، ولهذا فجنودنا المرابطون على الحدود، والذين يقاتلون على الجبهة، والذين يقاتلون الحوثيين، قتالهم من الجهاد في سبيل الله. جاء ذلك في سياق المحاضرة التي ألقاها مساء أمس الأول بعنوان: (مقتضيات ولوازم الانتماء والمواطنة) في قاعة الملك فيصل للمؤتمرات بفندق «إنتركونتيننتال» في الرياض، في ختام «برنامج التأصيل الشرعي لفقه الانتماء والمواطنة» الذي نظمته وزارة الشؤون الإسلامية. وأسهب الخثلان في الحديث عن الانتماء والمواطنة، وتأصيلهما الشرعي، موضحاً أن الإنسان جُبل على محبة وطنه، مبيناً أن الله تعالى قرن حب الأرض والوطن بحب النفس مستدلاً بقوله تعالى: (ولو أنا كتبنا عليهم أن اقتلوا أنفسكم أو اخرجوا من دياركم ما فعلوه إلا قليل منهم). واستشهد بعدد من الأدلة الشرعية على أن محبة الوطن من الدين، وأن حب الوطن كحب الأسرة والحي والجيران لا يلام الإنسان عليه فهو حب مشروع، إلا إذا تعارض حب الوطن مع العقيدة فهو حب مذموم؛ مؤكداً أهمية المواطنة والانتماء وحتمية ترسيخهما في النفوس وتنميتهما لدى الناشئة، ومبيناً أن هذه البلاد تختلف عن غيرها من بلاد الدنيا؛ فقد ميزها الله بالحكم بالشريعة والقرآن، فالدين والشريعة مقدمة في جميع نواحي الحياة. وحث الخثلان الخطباء على تخصيص جزء من خطبهم للدعوة إلى تعزيز الانتماء والمواطنة، وغرسه في نفوس العامة، خاتماً محاضرته بالدعوة إلى الحرص على تعزيز معاني الانتماء والهوية وكذلك المواطنة، وأن المواطنة ليست على سبيل التعصب والعنصرية؛ بل إننا نرى أن هذا الوطن هو وطن الإسلام، وفيه أهل الإسلام، وفيه المقدسات، وفيه العلماء، فندافع عنه ونحبه.