قدَّرت المفوضية الأممية السامية لشؤون اللاجئين عدد المهاجرين الذين عبروا البحر المتوسط هذا العام في محاولةٍ للوصول إلى أوروبا بأكثر من 300 ألف مقارنةً ب 219 ألفاً في عام 2014 كلِّه. فيما وصل عدد من قُضوا في البحر هذا العام إلى أكثر من 2500 شخص مقارنةً ب 3500 العام الماضي. وليس من بين أعداد القتلى نحو 200 شخص غَرِقوا أمس الأول قبالة سواحل ليبيا. وفي إفادةٍ معتادة؛ أرجعت المتحدثة باسم مفوضية شؤون اللاجئين، ميليسا فليمنج، وفاة مهاجرين إلى تكدسهم في القوارب. ولفترةٍ طويلة؛ سعى الهاربون من الحرب في سوريا إلى إيجاد ملاذ في الدول المجاورة على أمل أن يعودوا لموطنهم. لكنهم باتوا يختارون بشكلٍ متزايد التوجه مباشرة إلى أوروبا، وهو اختيار أصبح أكثر إلحاحا بسبب تشديد قواعد الدخول التي فرضها جيران سوريا. وتحدثت فليمنج عن قيودٍ على اللجوء في لبنان، قائلةً «هناك قيود الآن لا تستطيع بموجبها الدخول إلا إذا كان لديك عمل أو أثبتت أن لديك مكان إقامة لمدة طويلة أو قدمتَّ تذكرة طيران للخروج». وأشارت إلى سوريين يصلون إلى لبنان ويسافرون بالطائرة إلى تركيا ثم يصعدون على متن زوارق تتجه إلى اليونان و«هنا نشهد كثيراً من التدفق». في الوقت نفسه؛ أقرَّت فليمنج بعدم قدرة المفوضية على مساعدة دول تعاني من أعدادٍ فائضة من اللاجئين كالأردن وتركيا والعراق، مؤكدةً «هذه الدول لا تتلقى دعماً يُذكر منَّا لأننا نفتقر للتمويل». وتَسلَّط الضوء على مخاطر عبور البحر المتوسط مع تزايد أعداد القتلى. وانتشلت ليبيا 82 جثة حملتها الأمواج إلى الشاطئ بعد غرق قارب كان مكدساً بالمهاجرين قرب بلدة زوارة. واتهم ناجون المهربين بضربهم لإجبارهم على دخول مكان تخزين الأمتعة وبالحصول على الأموال من أي شخص كان يريد الخروج لالتقاط الأنفاس. وأفاد أحد الناجين، وهو جراح عظام عراقي، بدفعه 3000 يورو (3385 دولاراً) للسماح له بالصعود إلى سطح المركب برفقة زوجته وطفله البالغ من العمر عامين. وأنقذت عملية البحث والإنقاذ الأوروبية (فرونت إكس) عشرات الآلاف من الأرواح هذا العام.
