أكد مفتي عام المملكة رئيس هيئة كبار العلماء رئيس اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ، حرص الإسلام على إقامة مجتمع فاضل يحافظ على المصالح العامة للأمة، ولهذا حفظ الدين والنفس والمال والعرض والعقل، وشرع من الأحكام الشرعية ما هي ضرورة وحماية لها، وفي مقابل ذلك دعا إلى الابتعاد عن كل ما يذهب بها، فحرم الشرك والارتداد عن الإسلام كونه ينافي أصل الإيمان. وبين في خطبة الجمعة أمس بجامع الإمام تركي بن عبدالله بالرياض، أن الإسلام حرم قتل النفس، لأن في قتلها إزهاقاً لحياة الإنسان (ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق)، وحرم السرقة والربا وأكل أموال الناس بالباطل من الغش والخداع، لما في ذلك من التعدي على أموال الناس والعدوان، وحرم الزنا واللواط لما فيه من انتهاك الأعراض وفسادها، كما حرم الخمر لما فيه من الذهاب بالعقل وإضعافه. كما تحدث عن بعض ما نهى عنه وحرمه الشرع الحنيف لضمان قوام المجتمع، ومنها النهي عن سب آلهة المشركين لما يكون فيه سب لله تعالى (ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدوا بغير علم)، وقال تعالى (يا أيها الذين آمنوا لا تقولوا راعنا وقولوا انظرنا واسمعوا وللكافرين عذاب أليم) حيث كان اليهود يخاطبون الرسول صلى الله عليه وسلم راعنا يعني مسبة ومذمة له، فنهاهم الله عن التلفظ بهذا اللفط، والمسلم لا يقول إلا خيراً، وقالوا يا رسول الله ما شاء الله وشئت، قال:"أجعلتني لله ندا بل ما شاء الله وحده"، لأن قول ما شاء الله وشئت تسوية للخالق بالمخلوق، وهذا لا يجوز، (وما تشاءون إلا أن يشاء الله). ونبه آل الشيخ إلى ما قد يؤدي إلى عبادة القبور كالبناء عليها، قال صلى الله عليه وسلم:"ألا وإن من كان قبلكم كانوا يتخذون قبور أنبيائهم وصالحيهم مساجد، ألا فلا تتخذوا القبور مساجد ، إني أنهاكم عن ذلك". وكذلك قال صلى الله عليه وسلم:"لا تتخذوا قبري قبلة ولا مسجداً؛ فإن الله عز وجل لعن اليهود حين اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد". وقال صلى الله عليه وسلم: "لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد". وحرم الصلاة في المقبرة ما عدا الصلاة على الجنازة، فإن الصلاة في المقابر وسيلة إلى أن تكون الصلاة لصاحب القبر، ولهذا نهي عن الصلاة في المقبرة ونهينا أن نصلي عند طلوع الشمس وغروبها. وشدد مفتى عام المملكة على أن يقيم المسلم الصلاة ويعلم أولاده منذ الصغر الصلاة، لقوله صلى الله عليه وسلم :"مروا أولادكم بالصلاة لسبع واضربوهم عليها لعشر". وأفاد أن الإسلام نهى أن يحكم القاضي لأحد أقاربه خوفًا من أن يتهم بالمحاباة، داعياً إلى أن نتقي الله في أنفسنا ونبتعد عن المعاصي وعن كل ذريعة تؤدي إليها. وحذر من الوقوع فيما يؤدي للمحارم والمعاصي وقال :"أيها المسلم الحلال بين والحرام بين وبينهما مشتبهات، فإياك أن تقع في وسائل الشرك التي تؤدي إلى المحارم والمعاصي".