للأسف، ليس علي الموسى هو الكاتب الوحيد الذي مازال يعيش على أمجاد بداياته الصحفية، ولن يكون الأخير، فبعد أن كان الجميع يهرع إلى مقالاته في كل صباح، جار عليه الزمن، لدرجة أن الجريدة التي يكتب بها، لم تعد على قناعة بأن يحتل صدر صفحاتها. وبالطبع هذا ليس تجنياً على الكاتب ولكن الجميع يعلم أن هذه هي الحقيقة، بدون أي رتوش أو تزيين. ولعل ما أبداه الكاتب أخيراً، من دفاع ومنافحة عن جامعته العزيزة، لهو أوضح دليل على ارتباكه، واختلاط المفاهيم لديه، بين كونه كاتبا في صحيفة تهتم بالشأن العام، وبين أستاذيته الجامعية. لدرجة أن كثيراً من القراء أرجعوا دفاعه (الشرس) لمكانة يود بلوغها في الجامعة، أو للفت النظر إليه، كجدار صد لكل من تسول له نفسه الحديث بما يسوء (العميد). فرأينا في مقاليه لغة متعالية، فيها الكثير من الخيلاء، كان من المفترض به (كجامعي) أن يربأ بنفسه عنها، ولعل حشره لمصطلحات -قال إنها علمية- لهو دليل على مدى الاستصغار الذي يكنه الكاتب (الدكتور) لكل من خلا اسمه من حرف (الدال). نحن إلى الآن لا نفهم كيف يصل كاتب -ولو كان على حق- إلى هذه الدرجة من الإقصائية؟ ومازلنا لا نستوعب كيف يتحول من كان يدعو إلى تقبل النقد، وجميع الآراء المخالفة، إلى شخص لا يرى الحق إلا فيما يقول! أخيراً، وبكل صراحة، لم أجد ما أنهي به هذا المقال سوى جملة الدكتور الرائع حمود أبو طالب حين قال: «توكل على الله يا علي»!