لم أكن ناضجاً كفايتي، رُشِّحت لحلم من بين كثيرين.. كنت محظوظاً نوعاً ما، رغم اعتقادي كالعادة بأن حظي سيئ، لكنها كانت فرصة لم تكن متاحة لكثيرين، تذكرة عبور مجانية! رحلة قطار مجهول، إلى أين؟ مجهولٌ أيضاً..! «الأقدار» هي التي تتولى ذلك، «لا تقلق» كانت هذه العبارة المقتبسة، ترن في أذني، من أحاديث أصدقائي، ومعارفي، تناسيت مبدأً كتبته قديماً: أن نقوم بتلاوة آية من القرآن الكريم عندما نهدي قلوبنا، وعقولنا على هيئة كتاب مقدس. نحن إذن سنصبح ذوي قيمة تماماً كالقرآن الكريم، يصدح بنا كل صاحب صوت جميل عندما يهدينا الرب أقدارنا العظيمة، حينها فقط سيقدسنا هذا، وذاك. ساقني قدري إلى ما لم أتوقع يوماً، كان قطاري منهكاً، وعلى الرغم من ذلك أدركته فيما بعد، راكباً، محمَّلاً بمتاع ثقيل! كما هي العادة؛ سريعاً، ودون سابق إنذار «سأنزل من فضلك أيها السائق»، لا يأبه سائق القطار لراكب راوده حلم، عاش في مخيلته. رفض سائق القطار أن يتوقَّف، ومازال همّي الأكبر أن أغيِّر هذا القطار بآخر..! نعم، هي ليست سوى أمنية؛ توقف القطار أخيراً. ساعات وأنا في قطار يكتظ بالغرباء! نزلت، ومازالوا غرباء، ولكنني للحظة، تنبهت إلى أنني الغريب الآن، فقد مضى قدري، ومازلت أنتظر المجهول! المجهول، أم قدر مرسوم، كلٌّ يرى حسب وجهته؛ تلك الإجابة التي أبحث عنها؛ أنتظر قطاري القادم بلهفة، رغم أنني مللت الانتظار!