على أرض تشرب من عرق أبنائها، وتنال نورها من تطلعاتهم لقامات المستقبل الواعدة، وترى بين جداول العزم والتحدي والتصدي لكل سهم يريد منها منفذاً.. على تلك الأرض تقوى، وتكبر هامات الوطن لأن هناك زوايا يحميها فكر واعٍ، وحصانة إيمانية لن يضيِّعها محرض، أو مفجر. بالهوية ذات طابع الجزيرة العربية سيكون هناك إصرار على أن المحن تقيم فقرات المخاوف، وتزيد من صلابة وقوفنا في المحن، وضد كل ما يراد بالوطن من تشتت. هي تلك الهوية التي يجب أن يحتفظ بها كل محب لوطنه. ربما تنال من حدودنا الفكرية بعض التقلصات، التي تُعمي بعضنا عن رؤية الحقيقة بوعي، فتدفعهم هزائمهم الذاتية إلى بذر الشك في الآخرين، لكن يظل الحب لذلك التراب منهجاً يمنحنا الثبات. وإن كان لنا حقوق على ذلك الوطن فواجبنا أن نحصِّن أنفسنا من تسليم عقولنا لمَنْ يريد تفتيتها بالفتن. علينا واجب أن نتراص حتى وإن كان في عروقنا بعض الألم. أرض الحرمين ليست مجرد وطن، إنها هوية، تستحق أن نصمد من أجل أن نجعلها راية لا تنكسها المحن. قد نختلف، وقد توجعنا بعض أعضائنا، لكن الجسد الواحد يكتمل حينما يراد له أن يستمر، ويحيا في عافية. إنه الوقت العصيب، الذي «يتكالب» على «قرصات الزمن»، ليمنحنا هوية تتعدى احتياجاتنا من هذا الوطن. إنه وقت الكلمة والصف الواحد مهما تنوعت خلفياتنا.