غادر البرازيلي ماركينهو تحت جنح الظلام إلى وجهة معروفة مع عدد من الخطابات الاحترازية أحدها إلى الاتحاد السعودي لكرة القدم. القرار على مستوى التوقيت هو الأسوأ؛ فاللاعب ركيزة مُفيدة ويعتمد عليه الروماني كثيراً في البناء الخططي للفريق كونه لاعب حسم في الكرات الثابتة والمتحركة. ماركينهو وقبله سوزا ومانسو والشربيني وملفات احترافية كثيرة وضعت الاتحاد في دائرة ضوء الاتحاد الدولي، وإذا ما سلمنا جدلاً بقضية الاتحاد مع مانسو القديمة الجديدة التي يحاول الاتحاديون الخروج من تبعاتها برسائل إعلامية متتالية عن دور الاتحاد السعودي في القضية ليُغلق معهم ملفها الشائك؛ فإن قضية ماركينهو الآنية أكثر ستُشكل قلقاً أكبر للإدارة الاتحادية لأسباب أهمها أن مثل هؤلاء اللاعبين لا يهرولون عبثاً. اللاعبون الأجانب عامة يتعاملون مع المواقف ب (واحد + واحد)، وأغلبهم لديه وكلاء ومحامون يعزفون على وتر الثغرات القانونية؛ لذلك فإن تأخر رواتب اللاعب المحترف فترة ثلاثة أشهر تبدو كافية لفسخ العقد من طرف واحد. البيان الاتحادي حاول جاهداً تخفيف تبعات خروج اللاعب لكنه قانونياً لا يشفي الغليل بل يعطي دلالات على أن الإدارة الاتحادية وقعت في المحظور الذي استغله اللاعب على هيئة خطابات موجهة بضرورة توفير المتأخرات لدى النادي. خروج ماركينهو ضربة موجعة فنياً ونفسياً، ولن تتجاوزه الإدارة الاتحادية بسهولة، وسيُلقي بظلاله على مباراة الفريق القادمة أمام الهلال في نصف نهائي كأس خادم الحرمين الشريفين. عبر تاريخ الإدارات الاتحادية بما فيها الإدارة الحالية تتكرر الأخطاء القانونية والصفقات ذات المبالغ العالية؛ ففي ظل بيان اعترافي بوجود مُتأخرات للاعبين نجد الإدارة تبرم ثلاث إلى أربع صفقات محلية، وهو مؤشر سلبي على نفسيات لاعبي الفريق يتم ترحيل مستحقاتهم من شهر إلى آخر. فقد الاتحاد ماركينهو صاحب الأجر الأعلى بين أجانب الفريق وهي حسنة مقابلها سيئة تسريب رغبتها في عدم التجديد معه، وسيئة إيقاف قضية اللاعب من التمدد إلى ردهات الاتحاد الدولي، وسيئة أنباء غير رسمية عن خروج اللاعب ليعود أهلاوياً في محاولة ليست ذكية فيها رائحة اللعب على وتر الجار لدغدغة مشاعر الجماهير. الاتحاد نادٍ كبير ولكنه في حاجة ماسة لترتيب فوضى إدارية مُستدامة والاقتناع بضيق ذات اليد بعيداً عن أصداء لصفقات تتحول مع الوقت إلى مطالبات مالية.