تحتفل جمعية أسر التوحد الخيرية في قاعة مكارم بفندق الماريوت بالرياض مساء اليوم، بتدشين وقف سابك الخيري، بحضور رئيس مجلس إدارة سابك الأمير سعود بن عبدالله بن ثنيان، ووزير الشؤون الاجتماعية الدكتور ماجد بن عبدالله القصبي. وقالت رئيس مجلس إدارة جمعية أسر التوحد الأميرة سميرة بنت عبدالله الفيصل آل فرحان ل «الشرق»، إن عدم وجود إحصائية ثابتة على مستوى المملكة بالنسبة للذين لديهم اضطراب التوحد، جعلهم يعتمدون على الإحصائية العالمية، التي تشير إلى أن من بين كل 60 شخصا هناك مصاب واحد بالاضطراب، مبينة أن هناك لبسا في مسمى الاضطراب وتوصيفه لدى البعض على أنه مرض، بينما هو ليس كذلك، لأن المرض لابد أن يوجد له علاج ومسببات، بينما لا تعرف حتى الآن مسببات الإصابة بالمرض على مستوى العالم، وبالتالي عدم وجود علاج له حتى الآن. وحول الجهات الداعمة للجمعية على غرار ما سيتم تدشينه اليوم من وقف سابك الخيري لجمعية أسر التوحد، ذكرت أن الأمر لا يعتمد فقط على القطاع الخاص وننتظر من وزارة الأوقاف في المملكة دعما كبيرا على غرار دولة الكويت، حيث إن مراكز التأهيل لذوي التوحد هناك مدعومة جميعها من وزارة الأوقاف الكويتية. ودعت الأميرة سميرة آل فرحان وزارتي الصحة والشؤون الاجتماعية إلى رصد الإحصائية ومحاولة تكثيف الأبحاث حول مسببات المرض، وأضافت «من أبسط الأمثلة لدينا، التي نعاني منها عدم وجود دليل إرشادي هاتفي للمراكز التأهيلية الخاصة، والدليل الموجود قديم ويحتاج للتحديث». وأشارت إلى أن في الجمعية حوالي 2200 حالة مصابة بالاضطراب من سعوديين وغيرهم، حيث تقوم الجمعية باحتواء الكل، إضافة إلى أن عددا كبيرا من الأسر لديهم أكثر من مصاب وقد يصل عددهم إلى حوالي خمسة أشخاص، أعمار غالبيتهم أقل من سبع سنوات، كما لوحظ انتشارها بين الذكور أكثر من الإناث، بواقع إصابة أنثى واحدة بين كل أربعة ذكور، واصفة إياها بالإحصائية المحزنة. وذكرت أن الجمعية تدرب الأسر وتنظم لهم برامج إرشادية لتعريفهم بكيفية التعامل مع أبنائهم التوحديين، وتابعت «نحن نعاني في الجمعية من قلة الدعم المادي، حيث إن تكلفة علاج الحالة تصل من مائة ألف إلى 130 ألف ريال سنوياً، إلى جانب صعوبة توفير الكوادر البشرية المتخصصة لعلاج مثل هذه الحالات في السعودية، حيث تحتاج الحالة من ثماني إلى عشر ساعات تدريب بشكل يومي». وأكدت الأميرة سميرة آل فرحان أن الجمعية تُعاني كذلك من عدم وجود مراكز التأهيل الخاصة باضطراب التوحد، حيث يلجأ الأهالي إلى إيداع أبنائهم في مركز إيواء خارج المملكة، وأضافت «لدينا في الأردن حوالي 480 طفلا سعوديا، إضافة إلى وجود أطفال في دولة الكويت، فمثلا ابني قمت بإيداعه في مركز إيوائي في الكويت». وعبرت عن أملها في إنشاء نادٍ متخصص لاضطراب التوحد لمن أعمارهم من 15 عاما فما فوق، وذلك لدمجهم في المجتمع، حيث إن النادي لا يقصد به الترفيه فقط بل التأهيل والتدريب، وتسميته باسم مجمع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز نظرا لدعمه المتواصل لكافة القطاعات الخيرية.