شدَّد رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار، الأمير سلطان بن سلمان، على أن المملكة تعيش نقلة حقيقية في العناية بالتراث بدعم من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، الذي يولي عناية واهتماماً بتاريخ الوطن وثقافته وعمقه الحضاري. وقال في تصريح صحفي عقب جولة له أمس الإثنين في قلعة الزريب التاريخية، في محافظة الوجه بمنطقة تبوك، التي شيدت قبل 400 سنة، ورممتها الهيئة: «هناك ثورة غير مسبوقة من حيث عناية المواطنين بالتراث ودعمهم له والمبادرة في ترميمه انطلاقاً من كون التراث رمزاً وطنياً وبيئة اقتصادية ومولداً حقيقياً للفرص، وذاكرة حية لجيل اليوم والأجيال المقبلة تبين كيف نشأ هذا الوطن الكبير الذي نتفيأ ظلاله وننعم بخيراته». وترأس رئيس الهيئة اجتماعاً عقد في بلدة السوق القديمة في قلب محافظة الوجه مع قيادات الهيئة، شدد فيه على ضرورة إنجاز المشاريع في وقتها، وتقديم الدعم اللازم للعناية بمشاريع ومبادرات المواطنين وتقديم الدعم والتسهيلات لهم، لتحقق هذه المشاريع الريادة، وتكون وجهةً سياحية، لاسيما أن محافظة الوجه تمتاز أيضاً بكرم أهلها وأصالتهم وحرصهم على كل ما يحقق الخير للوطن والمواطن. وأوضح أن الهيئة تعمل على ترميم قلاع أثرية ضمن طريق الحج المصري بمبلغ يتجاوز 30 مليون ريال، مشيراً إلى أن هذه القلاع سيتم تشغيلها بطريقة ذكية لتكون نقطة جذب، ليس لسكان المنطقة فحسب، بل ولكل القادمين وقاصدي المملكة، لاسيما أن كل مكان وقلعة جرى ترميميها لها قصة حقيقة يستحق أن تروى لجيل اليوم والأجيال المقبلة. كما شدد على قيادات الهيئة في الاجتماع، الذي استمر أكثر من ساعة، أن التحدي الحقيقي هو أن تواصل الهيئة العمل بنفس الوتيرة من الجهد والحيوية لإنجاز عشرات المشاريع التي يجري تنفيذها في مختلف المناطق، منبهاً على كافة القيادات إلى أن التحدي الأكبر هو تحويل هذه المواقع إلى نقاط جذب للناس بعد توفير الخدمات اللازمة لها. وقال إن هذا الأمر هو ما تثابر الهيئة وتعمل عليه مع جميع شركائها من مؤسسات القطاعين العام والخاص والمواطنين أيضاً. وشدد أيضاً على ضرورة توفير جميع المقومات التي تحقق للمواطن الاستمتاع بتاريخ وطنه وتراثه وليكون هذا التاريخ والتراث نقطة جذب. ونوه رئيس هيئة السياحة والآثار بالجهد والدور الذي يضطلع به أمير منطقة تبوك، رئيس مجلس التنمية السياحية في المنطقة، الأمير فهد بن سلطان، الذي يولي تراث المنطقة وآثارها عناية فائقة، وكان لدوره الأثر في وقف التعدي على كثير من كنوز المنطقة الأثرية، مشيراً إلى أنه رجل مؤمن تماماً بأهمية التراث الوطني ودوره في تعزيز النسيج الاجتماعي واللحمة الوطنية، فضلاً عن قدرة التراث الوطني على توفير فرص وظيفية مميزة للسكان وقدرته أيضاً على جذب السياح.