أكد استشاري الطب النفسي بمستشفى الملك فهد الجامعي في الخبر سعيد وهاس ل»الشرق»، أن أطفالنا بمنأى عما يسمى بصدمة الحرب، مبيناً أن صدمات الحروب تكون بعد ستة أشهر من انتهاء الأزمة. وذكر أن المطلوب حالياً هي الوقاية، من خلال تهيئة الطفل للوضع الراهن وشرح عاصفة الحزم له، وأهدافها وتطمينه بأن النتيجة محسومة لصالحنا، وأن خيار الحرب كان دفاعاً عن الأرض وكرامة الإنسان وليست حرباً هجومية، مطالباً الآباء باستغلال الأحداث الحالية في تنشئة الطفل بعيداً عن الجانب المترف ليدرك أن الحياة ليست على وتيرة واحدة ليكن قادراً على تقبل التحولات الحياتية في المستقبل والتعامل معها كجزء من الطبيعة الإنسانية، مؤكداً أن هذا السلوك سيمكن الطفل من التعامل مع الأحداث غير المتنبأ بها بشكل إيجابي ومنطقي. ودعا وهاس أولياء الأمور إلى ضرورة عدم إسكات الطفل والاجابة عن تساؤلاته بما يتناسب مع عمره الزمني والعقلي ومناقشة الوضع معه بموضوعية ومصداقية وقراءة الواقع قراءة حقيقية تُعزز مبدأ القوة والصمود، محذراً من مغبة مقولة «ما فيه شيء» للطفل لأنه قد يحصل على المعلومة من الشارع أو المدرسة أو من شخص غير موثوق به. وأوضح أن تجاهل أسئلة الطفل قد يصيبه باضطرابات القلق والخوف والعصبية وعدم النوم والاكتئاب، وقد تصل إلى العدوانية، وأضاف «لا أحد يستطيع أن يخفي ما هو حاصل الآن نتيجة تعدد الوسائل الإعلامية المقروءة والمسموعة ومواقع التواصل الاجتماعي»، وحذر من انتشار الشائعات ووصفها بأنها المحرك الأخطر والمسؤول الأول عن نشر المخاوف بين الناس عامة والأطفال خاصة. وأبدى استغرابه من تحوُّل كثير من أفراد المجتمع إلى محللين سياسيين، وتساءل عن مصدر المعلومات لديهم، وقال «أغلبها ناتج عن استنتاج أو تنبؤات خاطئة أو استقصاء من حسابات تتعارض مع عاصفة الحزم». من جهته، حذَّر عضو هيئة التدريس في قسم الاجتماع والخدمة الاجتماعية في جامعة الإمام محمد بن سعود، الدكتور عبدالمجيد نيازي، الأسر من السماح للأطفال بمشاهدة المقاطع المنتشرة في الواتسآب وتويتر والتي غالبا ما تكون مفبركة، وكذلك الاستماع لنشرات الأخبار، مؤكداً على ضرورة حماية الطفل من رؤية مشاهد الحرق والهدم والجثث والموتى. وعن تساؤلات الطفل، قال «لا مشكلة من تغيير نمط الحياة في الوقت الحالي مثل مرافقة الطفل في النوم أو فتح الإضاءة في الغرفة»، مؤكداً على ضرورة وجود الأسرة المتواصل في المنزل ليشعر الطفل بالأمان، بالإضافة إلى تطمينه بشكل فعلي، كأن تشرح الأم للطفل على الخريطة وتوضح له أننا بعيدون عن أضرار الحروب، إلى جانب ضرب الأمثال والاستعانة بالخبرات السابقة، إذا كان أحد الابوين عاصروا حرب في طفولتهم أو ما شابه. وعن تأثر طفل دون الآخر، يقول نيازي «يختلف باختلاف شخصية الطفل ووعيه وإدراكه»، داعياً إلى عدم الاستهانة بمخاوف الطفل والوقوف بجانبه حتى يتعدى مرحلة الخوف، وتجنباً لإصابته بالصدمة أو الرهاب من الحروب.