ودية الأخضر أمام الأردن الأفضل تصنيفاً حملت في طيَّاتها إيجابيات مُتعددة؛ فهي بالإضافة إلى النتيجة التي آلت إليها المباراة أعطت انطباعاً عن رغبة جادة في لعب مباراة قتالية. فيصل البدين الذي يقود الأخضر أحدث بخياراته وتغييراته الفنية أثراً واضحاً كانت محصلته هدفين بغض النظر عن توقيتهما. إدارة الاتحاد السعودي لكرة القدم هي الأخرى سجلت حضوراً مهماً عبر تكريمها الكابتن سعود كريري الذي اعتزل اللعب دولياً، وعبر تكريم كابتن الأخضر الجديد تيسير الجاسم الذي وطأت قدمه النادي المئوي. كسر الاتحاد السعودي طوق الاعتزال الدولي للاعبين، والأهم كسر السجال الإعلامي حول تقلد شارة القيادة في الأخضر. خطوتان جديرتان بالإشادة أقدم عليهما الاتحاد السعودي، بل اختار مناسبة ودية ليقول للجميع إن الأخضر ملك للجميع. القناة الرياضية كانت حاضرة كعادتها في مناسبات الوطن وسجلت عبر لقاءات ميدانية ونقل مباشر لشوطي المباراة حضوراً لافتاً. ودية الأخضر قد لا تُسهم كثيراً في تحسُّن تصنيفه، لكنها أسهمت بالفعل في تحسن العلاقة المعنوية بينه وبين الرأي الرياضي العام. الأخضر تنفس عبر رئة السهلاوي مرتين، وهو جهد جماعي ترجمه حضور فني من ثاني هدافي الدوري، والأخضر الذي لعب بأسماء جديدة وبتغييرات كثيرة كان مؤهلاً رغم كفاءة المنافس بدنياً ورغم تجانس لاعبيه. لا أريد أن أعيد أرقام مواجهات المنتخبين لكنها أرقام فيها تكافؤ إلى حد ما، بل إنها في المناسبات الرسمية كانت أردنية. المباراة رسمت مرحلة جديدة مختلفة كل ما تحتاجه هو التعزيز والنقد بحكمة وعقل بعيداً عن الميول، وأجزم أن ذلك كله نتاج جهد فني وإداري. ودية الأردن مناسبة معنوية كسب فيها الأخضر مساحة جيدة لتهدئة الوسط الرياضي الثائر على خلفية نتائج الأخضر مؤخراً. البدين لعب بالأسماء التي تخدم فكره ولعب بها في مواقعها التي اعتادت عليها ولعب بطريقة سهلة مُدعمة بجوانب نفسية وهي عوامل ساهمت في إيجاد أخضر جديد. قد يقلل بعضهم من الفوز على الأردن وأنه ليس طموحاً، لكن على أولئك أن يتفهوا الظروف السابقة للأخضر وعليهم أن يراجعوا الأجواء التي عاشها الوسط الرياضي في فترة ما بعد البطولة الآسيوية. ادعموا فيصل البدين المؤقت فهو يستحق كمواطن، ولأن ودية الأردن مؤشر إيجابي يستحق منا الكلمة الصادقة.