تناول الفيلم التسجيلي «يا لفتة النهر نحو الوراء»، الذي عرض مساء أمس الأول في افتتاح مهرجان بيت الشعر الأول، في فرع جمعية الثقافة والفنون في الدمام، جوانب متعددة من الحياة الشخصية والثقافية لمحمد العلي، الشخصية المكرمة في المهرجان، الذي تحمل دورته هذه اسم (محمد العلي). يتطرق العلي في الفيلم، الذي حاوره فيه القاص جعفر عمران، إلى جانب من حياته في العراق وبالتحديد في مدينة النجف، التي ذهب إليها برفقة والده وهو في سن ال 12 من عمره، وكيف كان موقف والده منه عندما رفض محمد الذهاب للدرس الديني، ونوع العقاب النفسي الذي تعرض له من والده بعد تخليه عن مواصلة الدراسة في الحوزة العلمية، واتجاهه إلى قراءة كتب الثقافة والأدب؛ حيث كان يخبئ كتب الأدب والشعر التي كان يستعيرها من أصدقائه، عن والده، إلا أن هذه الحيل لم تنطلِ على والده، فكان يرى الكتب، ويتخلص منها مباشرة دون أن يرجعها إليه، الأمر الذي جعله يقع في حرج شديد مع من استعارها منه. ويعرج الفيلم بعد ذلك إلى حياته في الدمام بعد عودته من العراق، ودخوله للحياة الثقافية عن طريق جريدة «اليوم» حتى أصبح رئيس تحريرها، ومقالاته الصحفية التي خاض من خلالها معارك أدبية في الساحة الثقافية، حول تفكير المجتمع والحداثة والفكر والثقافة وقصيدة النثر. العلي لم يسهب في الحديث عن تفاصيل حياته الشخصية، لكنه حرص على التركيز في الفيلم على أفكاره وآرائه ومواقفه الفكرية التي تبناها طيلة حياته، وعدد من المفاهيم وتغيرها ورأيه في الحداثة ومتابعته للساحة الثقافية اليوم، ورأيه في المفكرين الحاليين بعد رحيل المفكرين الكبار عن الساحة مثل محمد عابد الجابري ونصر حامذ أبو زيد. تم تصوير الفيلم في بيت محمد العلي بالدمام، الذي يعيش فيه وحيداً بعد رحيل رفيقة دربه «أم عادل». كتب سيناريو الفيلم جعفر عمران، وهو من إخراج أحمد الشايب، وتصوير محمد الحساوي ومحمد العاشور وأحمد الحساوي، وهندسة صوتية شاهين الحساوي، ومن تنفيذ مؤسسة «نون فن»، وإنتاج فرع جمعية الثقافة والفنون في الدمام، وشارك في طرح الأسئلة الناقد عبدالله السفر والشاعر زكي الصدير والشاعر أحمد العلي والكاتب محمد الهلال.