«كل لحظة أتمناه يكون معنا وبينا، فنحن نشتاق له دائماً»، بهذه الكلمات بدأ رئيس اللجنة التنفيذية لمعرض وندوات تاريخ الملك فهد بن عبدالعزيز، إجابته على سؤال ل «الشرق»، عن أكثر الأوقات التي يتمنى فيها أن يكون جده الملك فهد حاضراً معه فيها، خلال مؤتمر عقد أمس للحديث عن فعاليات المعرض والندوات، التي تقام تحت عنوان «الفهد روح القيادة» في مركز الرياض الدولي للمؤتمرات والمعارض. وأضاف قائلاً: لا يمكن أن تمر أي مناسبة أو حديث إلا وجميعنا نستحضر ذكراه ومواقفه معنا، خاصة نصائحه لنا بالمحافظة على فروض الصلاة والتعليم، وأننا أبناء هذا الوطن، ليس بيننا وبين أي فرد فرق أو تمييز، وتتأكد هذه الأمنية عندما نكون موجودين في دولة ويعرفون مَنْ نكون، يهبّون للترحيب بِنَا ويترحمون عليه كثيراً، ويتذكرون مآثره. ويفتتح خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز فعاليات المعرض والندوات بعد غد الثلاثاء، على أن تستمر إلى 14 أبريل المقبل. وأوضح رئيس اللجنة التنفيذية للمعرض والندوات أن الهدف من تنظيمها هو إيصال رسالة للجيل الحالي، خاصة الذين لم يعاشوا فترة حكمه – رحمه الله -، حيث نظمت ورشة عمل حول «روح القيادة» شارك فيها قرابة 2500 شاب وفتاة، لمدة 3 أيام، وكان هذا الإقبال مفاجأة، إضافة إلى المتطوعين من الجنسين، الذين سيشاركون في تنظيم المعرض. وذكر أن الفئة المستهدفة من تنظيم المعرض والندوات، هي فئة الشباب، لذا ستجدون أن المنظمين أغلبهم من هذه الفئة، وأيضاً حرصنا على فئة الأطفال من خلال دورات تنشئة الطفل، ليتسنى لكل أفراد العائلة الحضور والاستفادة من المعرض والندوات. وفي إجابه حول سؤال آخر ل «الشرق»، حول ذكريات حرب تحرير الكويت خاصة أننا نعيش هذه الأيام العملية «عاصفة الحزم»، قال: بطبيعة الحال، كنّا حينها لا نزال أطفالاً، لا نتذكرها، ولكن بحسب حديث والدي الأمير محمد بن فهد، وأعمامي كثيراً ما يستحضرون تلك اللحظات، بأنه – رحمه الله – كان حريصاً أشد الحرص على أن يخرج البلد من الأزمة، وألا يراق دم سعودي واحد، وأنه كان حريصاً على مقدرات الوطن، والحفاظ على ثرواتها، ولعل المواطن يأتي في المقام الأول، متابعاً بقوله: أتذكر موقفاً ذكره لنا والدي، أن وزير المالية قال للملك فهد إن هناك رؤوس أموال أخرجت من المملكه، فأكد – رحمه الله – لوزير المالية أن القرارات وثبات الموقف السعودي سوف تعيد رؤوس الأموال، وبالفعل هذا ما حدث قبل إعلان حرب التحرير، ولله الحمد، لم يكن لها تأثير سلبي على الاقتصاد الوطني، بل إنه حرص على ألا يتأثر الوطن والمواطن وأبناء الكويت الذين كانوا مقيمين في السعودية، خاصة في المنطقة الشرقية، حيث أخبرنا والدي، وكان حينها أمير المنطقة، أن الملك فهد – رحمه الله – كان يتصل عليه يومياً أكثر من مرة للاطمئنان على أوضاع الكويتين، حيث كان حريصاً على أدق التفاصيل فيما يخصهم، ويشدد على أهمية توفير كل ما يريدونه من مال وغيرها من المتطلبات، وأعطاه صلاحية مطلقة لذلك. وتحدث عن موقف ذكره له والده إبان الأزمة دار حول زيارة ضيف كبير للمملكة، وكان في حديث مع الملك فهد، فانطلقت صفارة الإنذار، وحدث نوع من التوتر من قبل حراس الضيف، فرفض الملك أن يتوقف الحديث، وقال: ليس هناك خوف لأن ثقتنا بالله ثم بالحراسات السعودية من شبابنا. واتفق رئيس اللجنة التنفيذية للمعرض والندوات، مع ما طرحته «الشرق» عن قصور المناهج التعليمية في إبراز جهود حكام المملكة، خاصة عهد خادم الحرمين الشريفين الملك فهد، الذي تعد فترة حكمه الأطول، لتعريف الطلاب بتلك الجهود، وقال إن ثقتهم في وزير التعليم كبيرة في الاهتمام بذلك. وحول إمكانية مشاركة المرأة ومن لديه ذكريات مع الملك فهد، ولو كانت غير مباشرة، في فعاليات المعرض والندوات، شدّد رئيس اللجنة التنفيذية للمعرض والندوات على ترحيبهم بذلك، خاصة أن اليوم الأخير من الفعاليات سيشهد إقامة جلسة الذكريات، التي يترأسها الأمير سعود بن فهد بن عبدالعزيز، وشخصيات أخرى سوف تستعرض أحاديث تشتمل على ذكريات ومواقف لمن عاصروه – رحمه الله -. واستطرد قائلاً: بالنسبة لمن يريد المشاركة والطرح، فلا يوجد مانع، شريطة أن يعرض على اللجنة ذلك، ويكون موثقاً ومفيداً، كي لا يقع أحد في حرج. أما بالنسبة للمرأة، فبلا شك أنه مرحب بها، فقد كان للمرأة مكانة عند الملك فهد – رحمه الله -، فهو من أوائل من حرص على تعليمها وتوليها مناصب في ظل الشريعة الإسلامية وما يحفظ كرامتها ومكانتها، وهناك لجنة نسائية مستقلة، إضافة إلى أنه سيتم تخصيص يوم للنساء، سوف تفتتحه الأميرة لطيفة بنت عبدالعزيز، بحضور عدد من الشخصيات النسائية من داخل المملكة وخارجها. وبيَّن أن المعرض سيستمر أسبوعين حتى يتمكن الجميع من زيارته، مضيفاً: لقد حرصنا على أن نبث أخبار الفعاليات عبر شبكات التواصل الاجتماعي، إلى جانب تدشين قناة على «يوتيوب» لعرض لقطات موجزة من فيلم وثائقي عنه – رحمه الله -، ولكن سيتم عرضه كاملاً خلال الفعاليات، حيث سيتضمن عديداً من المفاجآت، إذ إن تاريخ الملك فهد وحياته واسعة وثرية، ولن نستطيع أن نغطي ولو جزءاً بسيطاً منه، ولكن سنجتهد ونتمنى أن نغطي جميع الجوانب، وهي حمل ليس بالبسيط. وعن أبرز ما سيحويه المعرض من صور ومقتنيات، قال: إن جمعية الثقافة والفنون، أنشأت في عهده – رحمه الله -، وترأسها في بداية تأسيسها الأمير فيصل بن فهد – رحمه الله – وعلى هذا ستشارك الجمعية بمعرض، خاصة أننا طرحنا مسابقة الفن التشكيلي، وفوجئنا بالمشاركات الكثيرة، لدرجة أننا مددنا فترة المشاركة، وسوف تجدون فيه عديداً من اللوحات التشكيلية، لعدد من الفنانين والفنانات التشكيليين. وحول موضوع الموسوعة الخاصة بالملك فهد، أشار رئيس اللجنة التنفيذية للمعرض والندوات، إلى أن الموسوعة تمت بشراكة مع دارة الملك عبدالعزيز، وكانت شراكة تشكر عليها، كما أن لأبناء الملك فهد دعماً في هذه الموسوعة، التي سيتم تدشينها يوم الافتتاح، مع استعراض جميع إنجازات الملك فهد من خلالها، عبر وثائق وأحاديث وخطابات ورحلات، وستكون ب 3 لغات (العربية، الإنجليزية، والفرنسية)، ومستقبلاً سيتم توفيرها إلكترونياً. وحول ما إذا سيكون المعرض، متنقلاً بين مناطق المملكة، أفاد أن هذا ما سيتم، ولكن بعد مرور عام كامل، أي سيكون خلال العام المقبل، على غرار المعارض الأخرى الخاصة بالملوك، وسيكون هناك معرض متنقل بحسب حاجة كل منطقة من مناطق المملكة، بل سيكون هناك معرض خارج المملكة في دول الخليج والدول العربية والصديقة، ضمن المعارض التي ستشارك فيها السعودية خارجياً.