دعت إدارة التربية والتعليم في الحدود الشمالية، المعلمات إلى اللجوء إلى الجهة الرسمية عند وجود أي مخالفات إدارية. وأوضح متحدث تعليم الشمالية سطام السلطاني ل «الشرق»، أن إدارة الإشراف التربوي في تعليم الحدود الشمالية لم يردها أي شكوى من معلمات بخصوص استنزاف رواتبهن من قبل بعض مديرات المدارس، سواء كان خطابات رسمية أو مكالمات هاتفية. وذكر أن على المتضررة اللجوء إلى الجهة الرسمية عند وجود أي مخالفات إدارية، مبينا أن المساعدة للشؤون التعليمية الأميرة جواهر بنت عبدالله بن مساعد تؤكد دائماً على الإشراف التربوي برصد أي شكوى والتعامل معها فوراً وفق التعليمات والأنظمة. وكان عدد من المعلمات في مدارس منطقة الحدود الشمالية اشتكين مما وصفوه باستنزاف رواتبهن من قبل بعض مديرات المدارس التي يعملن بها، وذلك عبر تكليفهن بالإنفاق على الأنشطة المدرسية وإلزامهن بجمع مبالغ مالية وإحضار الجوائز والوسائل التعليمية. وقالت معلمة «فضلت عدم ذكر اسمها» ل «الشرق»، إن بعض مديرات المدارس أصبحن أداة لاستنزاف جيوب المعلمات ومشاركتهن لقمة عيشهن وعيش أولادهن في عمل الأنشطة والفعاليات الخاصة بالمدرسة، مضيفة أنهن يخضعن لضغوطات كبيرة وجسيمة ومن بينها تكليفهن بما لا يطاق من اللوحات الفنية لدى وكالات الدعاية والإعلان، وتجهيز الفصول المدرسية وإلزامهن بإحضار الجوائز للطالبات. وأكدت أنهن ينفقن قرابة 500 ريال شهريا من أجل إنجاز ما يكلفن به من أعمال، واعتبرت أن الوحيدة التي تتقاضى راتبها كاملاً في المدرسة هي المديرة. رغم الظروف الصعبة لعديد من المعلمات فكثير منهن لديهن التزامات مالية وديون بل إن بعضهن مطلقات وقد يكن العائلات الوحيدات لأسرهن. وذكرت المعلمة أن ما يجبرهن على الدفع هو الخوف من تسلط مديرة المدرسة عليها من خلال رفع نصابها من حصص التدريس أو تكليفها بأنشطة أخرى أو إنقاص درجتها في تقويم الأداء الوظيفي التي تؤثر في فرصة نقلها إلى المنطقة التي ترغب الانتقال إليها. أما إحدى المعلمات فذكرت أنها اضطرت لشراء جهاز بروجكتر بمبلغ ألفي ريال من حسابها الخاص لتتمكن من إعطاء دروسها بعد منعها من غرفة المصادر بحجة المحافظة على الأجهزة، وأضافت «نحن ندفع راتباً قرابة ألفي ريال لمستخدمة تم إحضارها للعمل في المدرسة على حسابنا». وأكدت أن الجميع يعلم بأن الوزارة لا تقبل بإرهاق المعلمات، مثلما ترفض إرهاق الطالبات وأولياء أمورهن، وأن هناك مخصصات مالية سنوية «الميزانية التشغيلية» التي خصصتها وزارة التربية والتعليم يتم صرفها على جميع مدارس المملكة، ولكل مدرسة مخصصات تتناسب مع عدد طلابها ومعلماتها، وذلك لتوفير البيئة التعليمية المناسبة وتوفير كافة المتطلبات ودعم المعلمات لتنفيذ الأهداف التعليمية والتربوية. وقال فهد الشمري «زوج إحدى المعلمات»، إنه لا يكاد يمر شهر دون تخصيص جزء من راتب زوجته للمدرسة، وأضاف «في بعض الأحيان يتم جمع مبالغ مالية من المعلمات تتجاوز 10 آلاف ريال»، وتابع «رغم محاولاتي بإقناعها بالتقدم بشكوى ضد هذه التجاوزات، إلا أنها رفضت تماماً بحجة خوفها من مديرة المدرسة». وطالب الشمري وزير التربية النظر بحزم إلى التجاوزات التي تمارسها عدد من مديرات المدارس مع المعلمات، ووضع الحلول الجذرية لها.