أكد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز أن المحافظة على بيت الله ومهجر رسول الله والمحافظة على أمن الحجاج والمعتمرين والزوار، هي مسؤولية المملكة الكبرى، وهو ما يحصل الآن، ومنذ تاريخ الدولة السعودية الأولى والثانية والدولة التي نحن فيها، التي أنشأها الملك عبدالعزيز رحمه الله ، وبعده أبناؤه وآخرهم الملك عبدالله (رحمهم الله). وقال في كلمته لدى استقباله أمس في قصر اليمامة، ضيوف المؤتمر العالمي (الإسلام ومحاربة الإرهاب) الذي اختتم أعماله أمس في مكةالمكرمة إن المؤتمر سيخرج بفوائد للمسلمين، لافتا إلى أهمية اتباع ما ورد في كتاب الله وما جاء في سنة رسوله صلى الله عليه وسلم وخلفائه الراشدين، والتيسير، أما المنفرون فهم يسيئون للإسلام. وأضاف: «بلادكم المملكة العربية السعودية تنعم والحمد لله بالاطمئنان والأمن والرخاء نتيجة تطبيق كتاب الله وسنة رسوله، وأنتم كما تعلمون دستور المملكة كتاب الله وسنة رسوله وقامت هذه الدولة على أساس القاعدة الإسلامية التي تعرفونها كلكم أولى وثانية وثالثة، محمد بن سعود في الدولة الأولى، وتركي بن عبدالله في الدولة الثانية، وعبدالعزيز بن عبدالرحمن في الدولة الثالثة، وأبناؤه من بعده سعود وفيصل وخالد وفهد وعبدالله، وسُمينا الحمد لله بخادم الحرمين الشريفين أبناء الملك عبدالعزيز وهذا عز لنا ونسأل الله عز وجل أن يوفقنا وإياكم لخدمة ديننا وعقيدتنا السمحة وأن يبعد عنا التعصب والتشدد الذي يسيء للإسلام، الإسلام دين الوسطية، كما تعرفون، وعلينا أن نتبع ما ورد في كتاب الله وما جاء في سنة رسوله صلى الله عليه وسلم وخلفائه الراشدين، يسروا ولا تنفروا، فيه ناس ينفّرون من الإسلام وهؤلاء يسيئون للإسلام، ونرجو من الله عزوجل أن يهديهم إلى رشدهم، ومؤتمر مثل مؤتمركم هذا، في الواقع، فيه فائدة إن شاء الله للمسلمين، وبلدكم المملكة العربية السعودية بلد الإسلام بلدكم في كل وقت وهو الحمد لله مع الإسلام المعتدل، الإسلام الذي يتبع كتاب الله وسنة رسوله وخلفائه الراشدين. نسأل الله عز وجل لكم التوفيق، وأكرر أرحب بكم في بلادكم وقبلة العالم الإسلامي المملكة العربية السعودية، وأقول لكم بكل صراحة مكة والمدينة تهمنا قبل أي شيء في هذه البلاد، والحمد لله هذا ما هو جار فيها الآن، ونسأل الله التوفيق للجميع إن شاء الله». وكان حفل الاستقبال استهل بآيات من الذكر الحكيم، ثم ألقى مفتي عام المملكة رئيس المجلس الأعلى لرابطة العالم الإسلامي الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ كلمة نوه خلالها بانعقاد المؤتمر وجهود الرابطة خلال انعقاده، مبرزا اهتمام المملكة وعنايتها ودعمها للرابطة، وكذلك اهتمام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز بجمع كلمة المسلمين والعمل على صلاح حالهم. أما الأمين العام للرابطة الدكتور عبدالله بن عبدالمحسن التركي فأشار في كلمته إلى إن من أعظم نعم الله سبحانه وتعالى على المسلمين كافة، وعلى أبناء هذه البلاد خاصة قيام المملكة على كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، طبق ملوكها الشريعة الإسلامية وخدموا الحرمين الشريفين ووقفوا مع المسلمين أينما كانوا وحرصوا كل الحرص على التعاون فيما من شأنه توفير الأمن والاستقرار والحياة السعيدة لمختلف المجتمعات، وهذا نهج المملكة العربية السعودية منذ تأسيسها والحمد لله، عمّقه وقواه الإمام عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود رحمه الله واستمر أبناؤه على ذلك إلى أن توليتم حفظكم الله وقواكم قيادتها». وأوضح أن المؤتمر الذي عقدته الرابطة كان من منطلق أن هذه الآفة خطيرة على العالم الإسلامي والعربي والعالم كله، وأن للمملكة جهوداً متميزة في مواجهة هذه الآفة، مشيراً إلى أنه بتوفيق الله ثم برعاية وتوجيهات خادم الحرمين الشريفين لهذا المؤتمر العالمي خرج بتوصيات متميزة ورسائل مختلفة موجهة لدول العالم كافة ومؤسساته المعنية تؤكد كلها أهمية مكافحة الإرهاب والتطرف والطائفية. ثم ألقى المشير عبدالرحمن محمد سوار الذهب كلمة المشاركين في المؤتمر نوه خلالها بتوجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز للمؤتمر وحثه للجميع بمواصلة الجهد للتصدي لظاهرة التطرف والإرهاب، مشيرا إلى خروج المؤتمر بتوصيات ونتائج مستفيداً من سياسات المملكة في مكافحة الإرهاب. وقال إن الأمة الإسلامية تعاني أزمات حادة والمملكة بريادتها مؤهلة لأخذ الأمة الإسلامية إلى بر الأمان بقيادة خادم الحرمين الشريفين وحرصه على عز الإسلام وصلاح المسلمين. حضر الاستقبال ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز ونائب وزير الخارجية الأمير عبدالعزيز بن عبدالله بن عبدالعزيز والمستشار بديوان ولي العهد الأمير منصور بن مقرن بن عبدالعزيز والعلماء والمسؤولون.