رحل والد الجميع الذي أحب شعبه ولامس همومهم واستشعر حاجاتهم بشكل إنساني، ونظرة ثاقبة، وجزالة في العطاء، وسرعة في التجاوب. رحل الملك الذي حقق للوطن عديداً من الإنجازات التي تعجز الأمم عن تحقيقها في عقود من الزمن، وارتبط اسمه الكريم بغرس بذرة التنمية المستدامة، بإرادة تتسم بالعدالة والشمولية والعزيمة لمنجزات شملت مختلف مناحي الحياة، بدءاً بتكريس ثقافة العمل المؤسساتي باعتباره بوابة الإصلاح والمحرك لدفع عملية التنمية، واستمرت هذه النهضة التنموية لتطول حتى الشأن القانوني لمواكبة مقتضيات العصر. رحل المليك الذي حول الأحلام إلى واقع، والآمال إلى حقائق، والأمنيات إلى شواهد ملموسة لأجيال مقبلة. رحل الزعيم الذي حمل هموم الأمة ومعالجة قضاياها ولم شملها وتوحيد كلمتها والدفاع عن مصالحها. رحل القائد الذي مد جسور الحوار بين الأديان والانفتاح على الحضارات والدعوة إلى الأمن والاستقرار الدوليين. كل أبناء وبنات هذا الوطن كباراً وصغاراً رجالاً ونساءً ينعون «أبا متعب» الذي أحب شعبه فبادله المحبة والولاء، لكن عزاءنا هو في استمرار خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان وولي عهده الأمير مقرن وولي ولي العهد الأمير محمد بن نايف على النهج الذي سارت عليه المملكة، ونؤكد كمواطنين ومواطنات دورنا الفعال والصادق للمشاركة في دعم مسيرة الإصلاح والتنمية والمحافظة على مكتسبات هذا الوطن المعطاء، وبرفع مستوى الحس الوطني لدى أبنائنا وبناتنا، وتنمية روح الانتماء لهذا الوطن العزيز، وترسيخ مبادئ الولاء لقيادته.