هل ثمة ما هو أكثر حزناً وأسى من بث مشاهد حية للقتل وجز الرقاب؟ واستطراداً هل هناك ما يفطر القلوب ويدميها أكثر من صور الصلب والتنكيل بالجثث الذي تدبجه الآلة الإعلامية الداعشية؟ دعك من الحروب والدمار التي تضج بها شاشات التلفزة على مدار الساعة. مناسبة هذه التوطئة ما أفاد به أحدهم بالقول: معلمة ابنتي «الصف الثالث الابتدائي» طلبت منهم كتابة أُنشودة حزينة! أسأل هذه المعلمة وأمثالها ألا تكفي تلك المشاهد التي تعتبر أقل القليل مما تزخر به وسائل الاتصال من تكريس أعلى درجات الحزن والبؤس والرعب في قلوب أعتى الرجال فما بال الأمر بأطفال يافعين أليس بالأحرى استجداء ما يبعث على الفرح والتفاؤل للتخفيف من وطأة الحزن والتشاؤم وأن بصيص نور قصي بالكاد يكسر الظلام الدامس والرعب الجامح؟ هل نستكثر أو ربما «نستنكر!» على فلذات أكبادنا بسمة أمل وهنيهة فرح. وفي السياق فقد أثبت طبيبان من جامعة متشجن هما «ليونارد إيرون» و«رويل هيوسمان» أن الأطفال الذين يتعرضون لمشاهد العنف يعتبرون أكثر عنفاً وارتكاباً للجرائم بالمقارنة مع غيرهم ومادمنا لا نستطيع حجب وسائل الإعلام والاتصال المتكاثرة! يصبح لزاماً علينا بث لا بل وتكريس ما هو مضاد أو أقله عدم صب الزيت على النار. يبقى القول إن التشاؤم والسوداوية واجترار الحزن يولد الكراهية والعدوانية وتلكما فتائل العنف والجريمة.