في 10 نوفمبر 1927م ولدت الفنانة صباح في بلدة بدادون شرق بيروت، وفي 26 نوفمبر 2014م رحلت عن الدنيا وما بين ميلادها ووفاتها قدمت لمحبي الفن العربي أغنيات جاءت كما تولد الأشياء المبهجة، ولم تبخل بصوتها الجبلي الشفاف بإسعاد الملايين، هذا الصوت يذهب بنا إلى زمن الغناء الجميل، لقد كانت جزءاً من ماضي لبنان الجميل، وكانت مثل غيرها من المشاهير والمبدعين في العالم العربي، الذين يظلمون أحياءً ويكرمون أمواتاً. إنها من جيل أحب فنه أكثر من المال والشهرة، وإذا كانت هناك حفلة فإن النجاح لن يتأخر لأن إحدى فقراتها الغنائية صباح، وهذا يعني النجاح الجماهيري والنجاح الفني، كما أن التاريخ يسجل لها أنها ثاني مطربة عربية بعد كوكب الشرق أم كلثوم تغني على مسرح الأولمبيا في باريس مع فرقة روميو لحود الاستعراضية، أما في المجال السينمائي فقد فتحت المنتجة اللبنانية آسيا داغر، التي كانت تقيم في القاهرة أمامها أبواب الشهرة عندما تعاقدت معها على ثلاثة أفلام؛ كان أولها فيلم «القلب له واحد»، تاركة صوتها الأخاذ تطوعه ألحان كبار الملحنين في مصر في ذلك الوقت (رياض السنباطي، محمد القصبجي، زكريا أحمد وغيرهم)، وبلغ عدد أفلامها 83 فيلماً و27 مسرحية. إنها أكثر مطربة ماتت في حياتها من خلال الشائعات، لكنها بقيت وفية للفرح، ومُحبة للحياة وملكة الأناقة. هناك مطربون ومطربات رائعون، وهم الآن تحت التراب لكنهم يبقون في الصف الأول من ناحية القيمة والمبيعات، ومن هؤلاء صباح التي امتزج صوتها بألوان قوس قزح وعبق الياسمين، ولقد رحلت تاركة الساحة الغنائية لأشباه الفنانات أمثال أحلام.. تركت الساحة لفنانات أصواتهن تذكرك بالعطور التايلاندية المقلدة، التي تذهب رائحتها بسرعة وأحياناً دون رائحة!! الصبوحة وداعاً..