التغيير الوزاري الجديد الذي أمر به خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله ورعاه، ما وُجِد إلا لينقلنا من الهويّة التقليديّة والنظرة النمطيّة التي عشنا عليها لسنوات طويلة، وهذا بكل تَأكيد هاجس المواطن السعودي على جميع الأصعدة، فقد حان الوقت لتجديد الدماء القديمة بأخرى شابَّة تواكب التطلّعات وتُسهم في الانتقال بمركبة الزمن القديم إلى الحديث وسد الفجوات التي كانت تقف كالعائق أمام تحقيق الطموحات. فالمواطِن يتطلع إلى خدمات تُقدَّم له على قدر حاجته الضروريّة وتكفل لهُ العيش بسلام ورخاء فالرسالة التي أؤمن بها كما غيري هي تلك التي أطلقها خادم الحرمين الشريفين للمسؤولين في جميع الإدارات الداخليّة والخارجية «المواطن أولاً». وهذا بكل تأكيد رؤية كل من تقلد شرف الجلوس على كرسي الوزارة. ويؤكد ذلك ما حدث في تويتر بعد أن صدرت الأوامر الملكيّة فقد أطلق المغرّدون في «تويتر» مجموعة من المطالبات التي تكفل لهم الحياة المثلى فالمواطن السعودي وفي ظل هذهِ الثروة البشريّة والماليّة يبحث عن الكمال الإنساني الذي يستحقه. وعلى الوزراء أن يكونوا على علم بأن كل العيون تنظر إليهم فهُم تحت أنظار الصحافة التفاعليّة، فالابتسامة في وجه مواطن دون الآخر تعني أنَّك تحابيه والعبوس في وجه الآخر تعني الاضطهاد، وعدم تأدية المهمة على أكمل وجه تعني اللا مُبالاة، لذا على وزرائنا الذين نتأمل فيهم خيراً أن يفتحوا من البداية أبواب التواصل الاجتماعي مع المواطنين واستخدام جميع الوسائل المتاحة وتلبية المتطلبات. تقول الحِكمة «إيجاد الحلول السليمة لمحن ومشكلات وأزمات الشباب هو سر النجاح في إدارة المجتمع في تخطي أزماته وتجسيد وتحقيق آماله» والإدارة من الأمور الشَّاقة كيف وإن كانت إدارة الناس فنحنُ وعندما كنّا صغاراً كان أكبر طموحاتنا أن نُصبح أطبَّاء، مهندسين ، ضباطاً، مدرسين ولكِن لم يدر بالخلد يوماً أن نُصبح وزراء نُدير ونُنجز أعمالاً عظيمة لأنَّ عمليّة اتخاذ القرارات تعتبر من العمليات المربكَة عند بعضهم لأنها مبنيّة على عدَّة تنبؤات بالإضافة إلى وجود المعوقات ولكِن هُنا يكمن دور القيادي الذي يتصرَّف بحكمة متفادياً تلك المعوقات لا الوزير فقط الذي يجلس على الكرسي ويسير بين الناس بموكب لا يصفه القلم. والخُطوة الأولى للوزراء هي وضع اليد على المشكلة وتحليلها وتعريفها ومعرفتها بشكل جيِّد مِن خلال الاتجاه الإنساني والخلفيّة الثقافية. المواطن يتأمل من الوزراء الشراكة في اتخاذ القرار لأنَّ تلك المشاركة جزءاً من التغيير الثقافي الّتي تعكس تطلعات القيادة الحكيمة لتحقيق النجاح ولايُخفى على الجميع السيرة الذاتيّة التي يحملها كل وزير وهذه من المؤشرات الإيجابيّة التي يتطلع لها الجميع بعين الواقع والمأمول ورسالتي هُنا أخصّها إلى وزير الصّحة حول التأمين الصّحي وتفعيله والاهتمام بالجانب البحثي في المستشفيات واستقطاب العقول السعوديّة المهاجرة وينطبق ذلك على وزير التعليم العالي فجامعاتنا بحاجة إلى تغيير جذري في البحوث العلميّة والابتكارات والهيكلة الأكاديمية، وكذا مبتعثونا المغتربون متطلباتهم كثيرة من زيادة مكافآت واهتمام ملحقيات وتلبيّة متطلبات والتقارير والمقالات كثيرة بهَذا الخصوص وعلى يقين أن على مكاتب الوزراء الجدد عديد من الملفات ولكن هناك أولويات. همسة: مبتعثو الوطن في الخارج يعيشون تحتَ وطأة المكافأة وضعفها وهمّ الغُربة والقرارات الخاطئة اهتموا بهم وانظروا لمتطلباتهم الماليّة والبحثيّة فهم أمانة وهُم البناء الحقيقي للوطن مع من في داخله.