تمكنت جبهة النصرة وحركة أحرار الشام الإسلامية من السيطرة على أكبر قاعدة عسكرية لقوات الأسد في ريف إدلب (قاعدة وادي الضيف الإستراتيجية). وفي وقت لاحق من يوم أمس، سيطرت المنظمتان على معسكر الحامدية القريب من قاعدة وادي الضيف، وأشارت شبكة شام الإخبارية إلى أن عناصر قوات الأسد فروا في اتجاه حاجز الناصح في بلدة بسيدا. قاعدة «وادي الضيف» تقع شرق مدينة معرة النعمان في وادٍ محاط بأربع هضاب، وتحتوي على مستودعات بترولية وأسلحة وفيها أكبر خزانات الوقود والكيروسين، وتمتد على مساحة واسعة تقدر بأكثر من عشرة كيلو م2 تصل بين معرة النعمان وخان شيخون. التطور العسكري أمس جاء بعد تمدد جبهة النصرة في محافظة إدلب وطردها للكتائب المعتدلة والثوار السوريين من المحافظة. «الشرق» تحدثت إلى معارض سوري من داخل الأراضي، التي تسيطر عليها جبهة النصرة، وأكد أن «النصرة» تسعى لإقامة إمارتها في محافظة إدلب على غرار ما صنعته «داعش» في الرقة والمناطق الشرقية، وحذر المعارض بأن ما تقوم به النصرة يصب في اتجاه تقسيم سوريا، وقال إن أجندة «النصرة» مرتبطة بتنظيم القاعدة ولا تخدم الثورة السورية، وأضاف المعارض أن نظام الأسد لا يبالي كثيراً بما تنتزعه «النصرة» والتنظيمات المتشددة من مواقعه العسكرية، فهو يريد أن يصل إلى النتيجة التي بدأ بها بأن «ليست هناك ثورة، بل هم متشددون مرتبطون بالقاعدة يسعون إلى إقامة إمارات متشددة»، وبالتالي فإن على الغرب مساعدته في مواجهة الإرهاب، وأشار المعارض إلى أن الحرب على «داعش» هي موضوعياً في خدمة النظام. وأوضح المعارض أن نظام الأسد يريد أن يبقى على الساحة السورية فقط، والمتشددون «داعش» و«النصرة» وقواته في الطرف المقابل، وأن هذه السياسة التقت مع سياسة الرئيس أوباما، الذي أضعف المعارضة السورية والقوى المعتدلة، وأكد أن النظام كان على استعداد دائم لتقديم كل التسهيلات من أجل أن يسيطر المتشددون على الأراضي، التي انتزعها الثوار منه. المعارض المستقل فواز تللو رأى أن الغرب والمجتمع الدولي لعب دوره في الحفاظ على نظام الأسد ومنع سقوطه على يد الشعب السوري قبيل دخول المتشددين إلى سوريا، وقال تللو ل «الشرق»: إن سياسة الرئيس أوباما تجاه سوريا بمنع تقديم العون والمساعدات للجيش الحر والثوار، هي المسؤولة عما آلت إليه الأمور في سوريا. وأضاف أن المجتمع الدولي ارتكب جريمة في حق السوريين لمنعهم من إسقاط النظام أواخر 2012، إضافة للصمت تجاه تدخل إيران ونظام المالكي، وحزب الله الذين منعوا سقوط الأسد، في حين شدد أوباما الحصار على الثورة تحت ذريعة عدم وصول أسلحة لمتشددين، وأكد تللو أن ذريعة أوباما أسقطها المالكي في العراق عندما تخلى قادة جيشه طواعية عن أسلحة تقدر بمليارات الدولارات لتنظيم «داعش»، الذي اجتاح العراقوسوريا. وقال إن سياسة أوباما تجاه سوريا أفرزت حالتين، هما، النظام والمتشددون، ووضع المجتمع السوري أمام هذين الخطرين، وأوضح أن المجتمع السوري لا يمكن أن يختار العودة إلى أحضان النظام القاتل، الذي رفض تقديم حتى تنازلات بسيطة للشعب بينما سلم البلاد لإيران و«داعش» و«القاعدة». واعتبر تللو أن السوريين يرون أنه يمكن التخلص من المتشددين في سوريا بعد إسقاط النظام؛ لأن التشدد غريب عن المجتمع السوري، وأكد تللو أن السوريين لن يتنازلوا عن هدفهم في إسقاط النظام، مهما بلغ الثمن. وحمَّل تللو كامل المسؤولية عما يجري في سوريا للرئيس أوباما، وقال إنه اختار الوقوف إلى جانب النظام على حساب الشعب السوري.