منذ مطلع هذا القرن، وفي أعقاب غزو العراق حققت الولاياتالمتحدةالأمريكية أهدافا استراتيجية خدمت مصالحها في المنطقة وبسطت نفوذها في العالم، لكي تبسط يد إسرائيل؛ ليحقق الكيان الصهيوني حلمه الكبير، ويحقق لها هدفها في أن تكون القطب القوي المهيمن على العالم، وقد أزيح عن طريقها المنافس القوي، بعد انهيار «الاتحاد السوفييتي» وما هي عليه روسيا من ضعف، مما مكن الولاياتالمتحدة من السيطرة على العالم والتفرد بالزعامة والهيمنة، وهو تحليل بديهي لا يحتاج إلى رؤى سياسية لمحللين ومراقبين أذكياء تكشف تطورات الأحداث السياسية، وما حدث بعدها من أحداث في مناطق ملتهبة ومضطربة في العالم، وبالأخص منطقة الشرق الأوسط منذ عام2001م. لكي نكتشف ملامح النهج الأمريكي في سياستها الأحادية ومعاييرها المزدوجة، وبقراءة ما حققته الإدارة الأمريكية، إبان حكم الجمهوريين في عهد بوش الأب وابنه، والجمهوريون يعلنون شعار الدفاع عن الحريات، وهو النقيض لما يقوم به الرؤساء الجمهوريون، فما يتم التخطيط له وتنفيذه هو منافٍ ومناقض للدفاع عن الحريات واستقلال الشعوب والسعي من أجل السلام ومحاربة الإرهاب. فرضت أمريكا، بعد غزوها العراق قوانين فيدرالية وأممية تتعارض مع الحريات والمواثيق الدولية والأعراف الإنسانية، في الوقت الذي ترفض فيه وضع تعريف دولي يحدد هوية «الإرهاب» الذي تحاربه بدءا من القاعدة وانتهاء بداعش. لوجود فوارق بين مقاومة الاحتلال وممارسة العنف وقتل الأبرياء، ولعلنا نتساءل بتعجب كيف انتشر العنف والإرهاب في أنحاء مختلفة من العالم، في الوقت الذي انحسر واختفى بعد 11 سبتمبر في أمريكا وإسرائيل تماما، بل تم التأكد من أن المؤشرات لتحركات الإرهابيين تصدر عن الاستخبارات الصهيونية في أمريكا وإسرائيل وعبر قنوات التواصل الاجتماعي تويتر وفيسبوك، من مواقع رئيسية لها في الولاياتالأمريكية. في مجال الديمقراطية وحقوق الإنسان، لا يمكن اعتبار الولاياتالمتحدة نموذجا يحتذى به بعد أن فقدت مصداقيتها وجديتها في نشر الحرية والديمقراطية في العالم، وبعد أن وضعت مصالحها وأهدافها أولا مقياسا ومعيارا في التطبيق، كما أن معتقلها الإرهابي الشهير في جوانتنامو يعد وصمة عار في تاريخها الإنساني، في الدفاع عن حقوق الإنسان. وتشير الوثائق والملفات السرية التي بدأت تظهر في وسائل الإعلام الأوروبية والأمريكية حول تجاوزات وقضايا فساد أجهزة الاستخبارات الأمريكية FBI في ضلوع هذه الأجهزة في أحداث الإرهاب في العالم ونشر الفوضى الخلاقة، في عمليات استخباراتية عالية التقنية. حين أدركت روسيا أن غياب نفوذها عن الساحة الدولية ما يقارب العقدين، وتهيأت الظروف لأمريكا، للسيطرة على العالم، وقد أفاقت روسيا من سباتها وانتفضت فجأة، للوقوف أمام المخطط الصهيوني والهيمنة الأمريكية، في إطلاق دعوى جديدة لمحاربة الإرهاب، في حملة تستثني الإرهاب الصهيوني، وكان الرئيس الروسي بوتين قد فاجأ أمريكا، بمعارضته نشر منظومة الدرع الصاروخي الأمريكي في بولندا وتشيكيا «في أوروبا»، وكشفت ازدواجية السياسة الأمريكية في التعامل مع إيران، بتعاون غير معلن وعداء مكشوف.