لم يجد أعضاء تنظيم (الإخوان) المحظور في مصر غير المصحف الشريف، القرآن الكريم، الكتاب السماوي المقدس، لكي يزجوا به في ممارساتهم السياسية الشاذة، الرامية إلى زيادة جرعة الاحتقان في الشارع المصري، وتأزيم الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية. بأسلوب لا يخلو من النفاق، واجترار صفحة مأساوية ومؤلمة من التاريخ الإسلامي، بطريقة خبيثة قرر أعضاء التنظيم المحظور في مصر رفع المصاحف الشريفة في مظاهرات الجمعة، غير مكترثين بما يمثله القرآن الكريم من قدسية ورمزية عظيمة لدى السواد الأعظم من المسلمين!. لكن سعيهم خاب وارتد مكرهم إلى نحورهم. تفتقت أفكارهم الشيطانية عن هذه الحيلة الشريرة، وأرادوا جعل المصحف الشريف سلعة لاستدرار عواطف الجماهير وفبركة صور الضباط والجنود وهم يفرقون المظاهرات غير القانونية، وربما تصوير بعض الأقدام وهي تدوس المصحف الشريف، ليظهر رجل الأمن المصري وكأنه يستخف بكتاب الله الشريف ولكي يتم إظهاره في مقاطع فيديو وهو يدوس هذا الكتاب المطهر خلال تفريق المتظاهرين، فيتم وصفه بالزنديق والكافر، ومن ثم إصدار فتوى بسفك دمه واستباحة عرضه!. إن ممارسات المنتمين لهذا التيار المحظور الذي يدّعي زوراً الانتساب إلى الإسلام، جعلت السواد الأعظم من أبناء الأمة في حيرة من أمرهم، فهل يعقل أن يتم تعطيل حياة أكثر من 86 مليون مصري، وتهديد الأمن القومي المصري والعربي بأكمله فقط لأن زمرة من أعضاء التنظيم المحظور تصر على أن يحكم مصر «المرشد» !. إن لجوء أعضاء الحزب المحظور لتكتيك «جمعة المصاحف» الذي فشل فشلاً ذريعاً بالأمس هو دليل قاطع على أن هذا الحزب الأممي المشبوه له أهداف عابرة للحدود، وأنه لا يؤمن بقيم الانتماء لحدود الدولة أو الانتماء للهوية الوطنية. لقد كان الشعب المصري على الدوام على قدر المسؤولية، وفوَّت عديداً من الفرص على أعضاء التنظيم الأممي المحظور، وأفشل مخططاته الرامية إلى سفك الدماء وإشاعة الفوضى الخلاقة، باعتماد قيادات التنظيم على علاقات مشبوهة مع وسائل إعلام أجنبية مغرضة وجهات خارجية معادية تريد الشر بالأمن الوطني المصري والأمن القومي العربي.