في فاجعة «الدالوة» التي راح ضحيتها مواطنون أبرياء، كان معظم المنفذين والمخططين من أصحاب السوابق الإرهابية، وأحدهم خرج في برنامج «الثامنة» على «الإم بي سي» للحديث عن فترة اعتقاله في العراق، وهو ابن للأحساء التي رحَّبت برجوعه فطعنها وطعن أهلها في ظهرهم، وأبدل فرحتهم به حزناً على خيانته وجريمته. التسامح والعفو الذي لقيه القاعديون والداعشيون من الدولة، وسعيها ببرنامج «المناصحة» إلى إعادتهم إلى الصواب وإلى أحضان أسرهم وأوطانهم، قابلوه بالجحود والنكران والعودة إلى السلوك الإجرامي مرة أخرى. منهم من ذهب ليستكمل دراساته الإرهابية في اليمن، ومنهم من التحق بمشاريع التكفير والتدمير في مواطن الصراع في الشام والعراق. وتركوا وراءهم أهلاً ندموا على السعي في إطلاقهم، وسجناء آخرين أصبح من الصعب التعامل معهم بحسن نية بعد التجارب المريرة مع زملائهم المنتكسين إلى عالم القتل والترويع. هذه التجارب يجب أن تعيد النظر في طريقة التعامل مع أصحاب السوابق الإرهابية بعد خروجهم من السجون لانتهاء محكوميتهم أو لانتظار أحكامهم، فما حدث يدل على أن هناك خللاً في المتابعة والرقابة سهَّل عملية عودتهم إلى طريق الإرهاب. الإرهابي كمدمن المخدرات يحتاج إشرافاً ورقابة وتأهيلاً وإبعاداً عن رفاق الماضي السيِّئ بعد تركه الإدمان حتى يعود شخصاً سليماً محصناً من العودة إلى الظلام والإجرام.