أعترف بأن معلوماتي الكروية تحت الصفر، ولم أكتب قط مقالاً رياضياً، لكني أُقحمت غصباً لتسطير هذا المقال، فما زخر به عالم (تويتر) وما ضجت به بعض القنوات الرياضية من تعصب أعمى وتشنّج مرضي يستفزك، لا بل ويحرضك للكتابة. أعرف سلفاً أن العنوان قد يثير حفيظة الكرويين، لكنها الحقيقة، فالكرة صُنعت لنركلها ونستأنس بها ونتسلى برشاقتها، صحيح أننا نركض وراءها ونتتبع وجهتها إن بأرجلنا أو بأعيننا، لكن هذا لا يجعلنا ويجب ألا يجعلنا نهيم بحبها.. وليكن ذلك.. لكن ليس لدرجة الانسياق العدمي الذي يفقدنا صوابنا ونتخلى عن قيمنا وأخلاقياتنا. فما حصل في الأيام الماضية من شتائم واتهامات وتخوين وألفاظ عطنة وبذيئة، لو اقتصر ذلك على المهتمين بالرياضة لهان الأمر! بل اتسعت الرقعة أو (الحلبة) إن صح التعبير لمشايخ ومغنيات، أوليستْ تلك مفارقة تستحق الوقوف عندها ملياً.. دعكَ من هذا، أو ليسَ من المخزي والمبكي وإن شئت قل المخيف، أن يكون معيار الوطنية تبعاً لتشجيع النادي الفلاني وإقصاء من هم في الضفة الأخرى.. أخشى ما أخشاه أن يفتح علينا هذا التعصب الرياضي شرر التأجيج وحمم الفتن التي ما برحنا نرمدها.. نتمنى على عقلاء الرياضيين بمختلف توجهاتهم الرياضية أن يفطنوا لهذا المنزلق الخطير، وأن يصيغوا خطاباً قوامه إنكار التعصب (المرضي) المفضي للتشنجات، وبكلمة أخرى عقلنة التشجيع وتنقيته من المهاترات والسفاسف. وفي السياق، أتمنى على بعض (التويتريين) أن يكفوا عن الترّهات والسماجات.. فالوطن والوطنية أكبر وأغلى بكثير من أن يراهن عليه بنادٍ أو فريق أو إن صح القول (كووورة) نركلها هنا وهناك!!