قال رئيس الحكومة اللبنانية تمام سلام، أمس، إن لبنان لا يمكن أن يتعافى إلا بإنتاج التسويات بين أبنائه. وقال سلام في حديث إذاعي اليوم السبت «في بلد مثل لبنان يتميز بالتنوع لا يمكن أن يتعافى إلا بإنتاج التسويات»، معتبراً أنه «في بلد متنوع مثل لبنان لا يمكن أن يستمر متعافياً ما لم يكن هناك تسويات بين أبنائه». وأضاف «إن للخارج دوراً كبيراً في العمل على إنجاح هذه التسويات كما حصل في السابق في موضوع الرئاسة الأولى». ولفت سلام إلى أنه «على الجميع العمل باتجاه التسوية التي تحفظ مكانة الجميع ولكن ليس على حساب الآخر، على الرغم من عدم مساعدة الظروف الخارجية على هذه التسوية». ورأى أن التأخير في عملية انتخاب رئيس للجمهورية في الوقت الحاضر سببه «انشغال القوى الخارجية بمواضيع أكثر خطورة وأولوية عن لبنان، وعدم تمكنها من الأخذ بيدنا بسبب الظروف التي يعيشها محيطنا بشكل عام». وفي هذا الإطار، شدد سلام على «دور التوافق الداخلي – الداخلي»، معتبراً أنه «لا جدوى من عدمه لأنه لا يمكن لأحد أن ينتصر على أحد أو فئة على أخرى والبرهان الأخير ما حصل يوم التوافق على تأليف الحكومة». وسأل «لماذا لا نخضع موضوع انتخاب رئيس للجمهورية للتوافق». ورأى أن «للتوافق مميزات أبرزها الحوار والانفتاح والاعتراف بالآخر وليس الجمود وتمسك كل فئة بقناعاتها»، مشيراً إلى أن «حال اللبنانيين اليوم نسبة للتاريخ الحديث المتمثل في رجالات الاستقلال في تراجع وضعف كبيرين، فضلاً عن ضعف العالم العربي من حولنا»، عازياً السبب إلى «سوء التصرف عاماً بعد عام». وعن ملف العسكريين المخطوفين، شدد سلام على «سعي الحكومة الدائم إلى اعتماد كل الوسائل التي تتيح التوصل إلى الإفراج عن أبنائنا»، معتبراً أنه «مع كل وسيلة قد تسهم في ذلك شرط عدم التنازل عن كرامتنا وحقوقنا كدولة».