الأم هي الأقرب لأبنائها وأساس التوازن الأسري وذات الدور الأهم والأبرز في تكوين شخصية وسلوكيات أبنائها، ومن هذا المنطلق نتحدث عما يمكنها القيام به من دور مهم في مكافحة الأفكار المتطرفة وإبعادها عن أبنائها، وذلك عبر غرس مفاهيم التسامح والوسطية في نهجهم وسلوكياتهم وتأسيس مسار معتدل في مستوى تفكيرهم، والوقوف علي سلوكيات الشاب يكون من خلال الوقاية عبر المتابعة وتقييم التوجهات التي يلحظها الأهل على أبنائهم، فهذه الأفكار المتطرفة قد يتم غرسها في عقول أبنائنا إما عبر رفقاء السوء أو عبر قنوات عديدة تؤثر فيهم، وتتم تغذيتهم بتلك الأفكار حتي تتفاقم وتصبح عواقبها وخيمة، ويصبح ذلك الشاب أداة تستخدم للإضرار بالدين والوطن، وحتي نكتشف بدايات تلك الأفكار الهدامة يأتي دور الأم في بناء شخصية الابن من خلال التنشئة علي الخير والتسامح وتبيين مخاطر الإرهاب والتطرف وتعزيز ثقافة الانتماء الوطني والحرص على متابعة سلوك الابن سواء عبر المدرسة، وكذلك عبر معرفة الرفقاء، ومجالسته باستمرار ومناقشته لتحديد مسار فكره وسلوكياته، ولعلي أناشد مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني لعمل دورات تدريبية وورش عمل تستهدف الأمهات لتفعيل دورهن بشكل أكبر في مكافحة الإرهاب من خلال ضبط سلوكيات الأبناء وقمع الأفكار المتطرفة قبل تناميها في عقولهم، وحتي لا تصبح بعد ذلك أكثر خطورة ويصعب السيطرة عليهم.