كثيرة هي الأحلام التي سقطت سهواً أو عمداً من قوائم حياتنا، نتجاهلها ليس لأننا أضعف من تحقيقها، ولكننا أجبرنا على التنازل عنها. نعم هو حال أغلبية الإناث اللواتي حُجبت رئاتهن عن التنفس تحت مظلات كثيرة منعت من حق الحياة… لأنهن مُنعن من تحقيق أول حلم تتمنى أن تصل إليه كل أنثى هو «الأمان». اعتقاد متأصل في معتقداتنا أن أمان الأنثى «رجل» وجوده في حياتها يعني أقصى درجات الأمان… هكذا كانت نشأتها وتربيتها تجد الأمان بقربه باختلاف صفاته كأب أو أخ أو زوج أو ابن. عندما تفقد هذا الرمز تفقد أشياء كثيرة، تبدأ تتعثر ثقتها في ذاتها، وهذا من أبشع ما قد تصل إليه «أنثى» أن يمثل الأمان لها شخص تفقد ملامح حياتها واتزانها بفقده أو بخذلانه لها. لا أعلم هل هذا الاعتقاد الذي تزرعه كثير من الأمهات في أنفس بناتهن «صحيح»..؟! ولماذا نحن فقط في مجتمعنا من نفقد الأمان بفقد الرجل..؟! لماذا لا نرى هذا الشيء في المجتمعات الأخرى…؟! لماذا لا نغرس الأمان في شخصية تلك الأنثى لكي تنتزعها من داخلها.. وأن تشعر بثقة بذاتها لمواجهة عواصف الحياة…؟! لماذا كل هذا الاعتماد على الآخر بمنح هذه المشاعر لنا؟! لماذا لا يكون الأمان «بوظيفة»… «بشهادة تعليمية»…؟! لماذا نترك ذلك المعتقد موروثاً لدى الإناث في مجتمعنا؟! هل نحن مجتمع لا نجيد تربية الأنثى على الاستقلالية بذاتها أو نحن مجتمع يعشق ضعف الأنثى فتكون هشة تنكسر عند مواجهة عواصف ذلك المجتمع ولا تستطيع الصمود طويلاً؟! هنا يتمزق ثوب الأمان برحيل ذلك الرجل؛ لتصبح عارية أمام ذاتها وأمام مجتمعها، ضعيفة، مبعثرة، متعثرة، تشعر بالضياع؛ فليس لديها المقدرة على العودة للحياة من جديد. ضياع يسكنها بعد رحيل الأمان بعد تنكره لها وخذلانها..! كثيرة هي الأحلام في حياة كل أنثى.. كما هي كثيرة تلك الأسئلة التي أبحث عن إجاباتها…! فهل سيأتي ذلك اليوم الذي أجد في شخصية الأنثى في مجتمعي إجابات لكل تلك الأسئلة….؟!