أوضحت الهيئة العامة للسياحة والآثار أنها بصدد إنشاء مقر البرنامج الوطني لتنمية الحرف اليدوية (بارع) في حديقة الفوطة بحي المربع وسط العاصمة الرياض، وذلك على أنقاض المقر السابق لمركز الأمير فيصل بن فهد الثقافي، الذي تعرض للحريق بشكل كامل قبل ثلاثة أعوام، ولم يعد من المتاح الاستفادة منه بسبب تهالك جدرانه وعدم تحمله للإنشاءات الجديدة. وقال المهندس عبدالمحسن أبا نمي مدير عام الشؤون الهندسية والخدمات الفنية في الهيئة العامة للسياحة والآثار في تصريح ل(الشرق) إن الهيئة بذلت جهداً لمحاولة الاستفادة من المكان بهيكله الإنشائي السابق، لكن الدراسات الإنشائية والهندسية أثبتت أن المبنى متهالك من الداخل، وأن العناصر الإنشائية للمبنى تأثرت بسبب الحرارة الناتجة من الحريق، وأصبح عرضة للسقوط والانهيار، كما كشفت الدراسات الاستشارية أن المبنى غير قابل للتوسع بدور إضافي لكون المبنى السابق مكوناً من دور ونصف الدور، ولا يفي بالاحتياج الفراغي للبرنامج، ولم يكن من المتاح إعادة استخدام المبنى بصورة آمنة إضافة إلى حالة المبنى المتهالك بسبب عدم الاستخدام لسنوات تتجاوز 15 عاماً، ولهذا فقد اتفقت الآراء على إعادة بنائه مرة أخرى وفق طراز معماري متوافق مع عمارة الرياض، واستثماره ليكون مقراً ومعرضاً دائماً للحرف اليدوية، التي تمثل ثقافة مجتمع. وأشار إلى أنه قد تم إنجاز نحو 30% من الأعمال الإنشائية لمبنى مقر البرنامج الوطني لتنمية الحرف اليدوية (بارع)، الذي يحتوي على صالة مخصصة لعرض المنتجات الحرفية، وحيز مكتبي ثقافي متنوع يضم أحدث تقنيات العرض الحديثة والمتطورة، كما يتضمن مساحة مخصصة لأهم الإصدارات ومنطقة مخصصة للقراءة. مبيناً أنه روعي في تصميم المبنى إبراز الهوية العمرانية المحلية وإبراز التراث العمراني الفريد لمنطقة الرياض، كما روعي أن يضم المبنى مركزاً للتدريب وتطوير المنتجات الحرفية ومكاتب إدارية في الأدوار العلوية، وتمت الاستفادة من الفراغات بحيث يمكن استخدامها خارج وقت العمل الرسمي لتكون متنفساً للزوار والمهتمين بالمنتجات والحرف اليدوية، كما يحتوي المبنى على أماكن لعرض الكتب والإصدارات ذات العلاقة إضافة إلى تخصيص أماكن للقراءة، وسيتضمن المبنى أيضاً مقر فرع الهيئة العامة للسياحة والآثار في منطقة الرياض. وكانت «الشرق» قد نشرت تقريراً بعنوان: («السياحة والآثار» تنفِّذ في موقعه مقراً إدارياً.. هدم أول مركز ثقافي في المملكة.. والمزيني: لم يُحترَم تاريخه المسكون بالإبداع) أشار إلى هدم المبنى وتنفيذ مقر إداري مكانه.