العمر وأزمة العمر ومشكلات العمر ومزاجية التغيير والتزوير في العمر والخوف من التقدم في العمر والكذب في العمر، نقابل هذه المشكلة كثيراً ونقابل أشخاصاً عديدين محصورين داخل نطاق حساب تواريخ ميلاد وأعمار الأشخاص الآخرين! لم تحسب الدنيا قط بالأعمار فهناك أشخاص خلدوا سيرهم في بضع سنين بينما الملايين من البشر لم يتركوا خلفهم أثراً، في كلا الحالتين المهم هو العيش بسعادة وطمأنينة دون الخوف من أزمة العمر. الإفصاح عن العمر هو مشكلة لدى النساء أكثر من الرجال خصوصاً حين يتقدم بهن العمر، وهناك نوع من الاكتئاب يصيب الأشخاص الذين يتقدم بهم العمر ويشارفون على نهاية الحياة خوفاً منهم ممَّا بعد الموت وانقضاء الأجل ويراجع عديد من الذين تقدم بهم العمر إنجازاتهم وما حققوه في سنوات عمرهم الفائتة والأمور التي أخفقوا فيها أيضاً. ولكن الخوف الذي يجعل من عمر السابعة والعشرين وبداية الثلاثينيات أزمة فهنا قد يكون الأمر مخجلاً أن يخجل الإنسان من عمره وبعضهم قد يحرم نفسه الاستمتاع بحياته من أجل حكم الآخرين على عمره والتصرفات التي يجعلونها مقاييس لكل عمر. الإنسان يستطيع أن يغلق أذنه عن سماع الآخرين ويعيش بالطريقة التي يريدها ولكنه في بعض الأحيان يضيع على نفسه فرص الاستمتاع بالحياة من أجل إرضاء الآخرين. وبعضهم قد يعيش مع نفسه عمراً لا يناسبه حيث يفوّت على نفسه الشعور بكل عمر والعيش مع كل رقم دون أن يحذف أرقاماً أو يزيف سنوات. أرقام العمر لا تقف تتغير كل سنة، وفي كل سنة شتاء وصيف مختلفان ورقم يُضاف ليملأ مكانه وينتهي سريعاً. إذا كنت لا تعتقد أنك كبرت فأنت لا تزال بخير ولو هرمت. (مارون عبود).