احتشد مئات الآلاف من اليمنيين أمس الجمعة في العاصمة صنعاء وبقية المحافظات لأداء صلاة الجمعة في الساحات، لكنهم انقسموا بين معارضٍ ومؤيدٍ للحكومة اليمنية في تكرارٍ لأحداث 2011 التي عرفت تظاهرات وتظاهرات مضادة. واحتشد المؤيدون لجماعة الحوثيين في خط المطار مطالبين بالتراجع عن قرار رفع الدعم عن المشتقات النفطية وإسقاط الحكومة، بالإضافة إلى تنفيذ مخرجات الحوار الوطني. وبدأت أمس الجمعة المرحلة الثالثة من التصعيد التي دعا إليه زعيم جماعة الحوثيين، عبدالملك الحوثي، لكن الجماعة لم تعلن عن خطواتها المقبلة حتى اللحظة. وكانت جماعة الحوثيين نصبت الجمعة الماضية خيام اعتصام في العاصمة صنعاء، بالقرب من وزارة الاتصالات في حي الجراف، تنفيذاً للخطوة الثانية من التصعيد. وفي الجانب الآخر، احتشد أيضا عشرات الآلاف في شارع الستين بأمانة العاصمة صنعاء في جمعة «معاً لأجل اليمن»، التي يؤيد المشاركون فيها الحكومة وجميع الخطوات التي اتخذتها بما فيها رفع الدعم عن المشتقات النفطية، وردد المشاركون في الاحتشاد هتافات مناوئة لجماعة الحوثيين والخطوات التي تتخذها. وقال عضو المكتب السياسي لجماعة الحوثيين، حزام الأسد، إن من احتشدوا في خط المطار من مؤيدي الجماعة لم يحملوا السلاح. ونفى الأسد ما تناولته بعض الوسائل الإعلامية عن طرد الشيخ علي سنان الغولي ومنعه من الصلاة في ساحة الجماعة في خط المطار، وتابع أنه تم منع بعض مرافقيه من الدخول بسبب حملهم السلاح. ومُنع حمل السلاح في كلتا الساحتين في العاصمة صنعاء، حيث التزم الطرفان السلمية في التعبير عن آرائهم، ولكن التخوف مازال موجودا من قِبَل الشارع اليمني كون المسلحين مرابطين في خيامهم على مداخل العاصمة صنعاء. وووصف محللون سياسيون الأوضاع التي شهدتها العاصمة اليمنية وبقية المحافظات أمس ب «استعراض القوة» عن طريق حشد كل طرف لمناصريه واللعب على ورقة الحشود في تكرارٍ لسيناريو 2011، كما قال المحلل السياسي محمد الحسني. وفي العام 2011 عندما اندلعت الاحتجاجات ضد الرئيس السابق علي عبدالله صالح، احتشد أيضاً مناصروه في ميدان السبعين لتأييد الحكومة والرئيس السابق، إلا أن الاحتجاجات كانت كفيلة بإبعاده عن السلطة. واعتبر الحسني أن «الرئيس اليمني ليس لديه أي خيار سوى اللجوء إلى حشد الشارع، حتى يحصل على تفويض شعبي، يمكنه من السير قدماً في تنفيذ أي قرار تتخذه السلطات اليمنية». و»يعزف كلا الطرفين المعارض والمؤيد للحكومة اليمنية على نغمة الوطنية، لتحقيق أغراض سياسية خاصة به، ويحاول الاستفادة من معاناة الشعب بقدر الإمكان»، وفقاً للحسني.