المشاريع الجديدة في المحافظات يجب أن تقام في مواقع متوسطة وقريبة يستفيد منها ويصل إليها الجميع بيسر وسهولة، ولكن يبدو أن للمنتفعين رأياً آخر، ولذلك كثيراً ما يغيرون مواقع هذه المشاريع ويتلاعبون بها حتى تتحول إلى منافع خاصة لهم ولأولادهم وأقاربهم. كم من محافظة بقيت لسنوات تنتظر مشروعاً مهماً، وبعد أن يأتي المشروع/ الحلم يتفاجأ الناس أنه لا يخدم إلا فئة قليلة من المجاورين له؟ وكم من خط أو نفق أو مستشفى تم تحويله عن وجهته المرسومة له؟ والسبب لأن جاهلاً أو لصاً صغيراً يملك واسطة؟ كثيرة جداً وفي أماكن مختلفة.. كل مسؤول نزيه وخصوصاً في المحافظات الصغيرة يجتهد في إنهاء إجراءات المشاريع، ولكنه لا يلبث أن يتماشى مع إرادة الجهلة الذين يقسمون المحافظات إلى شمال وجنوب وشرق وغرب بمجرد أن يرسو مشروع مستشفى أو مدرسة أو حتى استئجار مبنى لدائرة حكومية، وسيكون حظه سيئاً جداً حينما يكونون من الجماعة أو من يمون عليهم.. سيقولون له (أنت ولدنا والمشروع مشروعنا). راقبوا مواقع المشاريع في محافظاتكم، وإن استغربتم وجودها في أماكن غير مناسبة فاسألوا من يقف وراء المشروع أصلاً وأين يسكن؟.. تمام عليكم؛ إنه هو نفسه من سعى لنقله كي يكون بجواره وبجوار أهله، وتسألون بعد ذلك لماذا تسحب بعض المشاريع إلى جهات أكثر مدنية وحضارة؟ ببساطة لأنهم ينتظرونكم أن تتفقوا على المكان المناسب « الله يسد بكم فجرة»!! مع الأسف أغلب مشاريع المحافظات الصغيرة أشبه بالعشوائيات التي لا قيمة لها لأن الجهلة لم يسمحوا بتنفيذها في المواقع المختارة بعناية.. أرجوكم امنعوا هؤلاء من نقل المشاريع من مواقعها المحددة كي يعم نفعها الجميع.