انطلقت مع أول أيام عيد الفطر المبارك في مختلف مناطق المملكة، عديد من الفعاليات والمهرجانات الثقافية والفنية، التي تقام بمناسبة العيد والإجازة الصيفية. ويشدد مراقبون على أهمية مثل هذه المهرجانات في تكريس ثقافة الفرح والاستمتاع بالحياة لدى كافة أفراد المجتمع، لكنهم في نفس الوقت يحذرون من أن تكون مثل هذه المناسبات جواز مرور للثقافة الاستهلاكية والرديئة. ويلفت النظر هذا العام كثافة الفعاليات والمهرجانات الثقافية والفنية التي تقام في مثل هذا الوقت من العام وشمولها لغالبية المناطق، ودخول أمانات المناطق والبلديات شريكاً رئيساً في التنظيم. وتشمل الفعاليات تنظيم عديد من المهرجانات الثقافية والفنية والمسرحية، وتأخذ غالبيتها صبغة عائلية رغبة في استقطاب كثير من النساء والأطفال لهذه المناسبات. ولا يقتصر تنظيم هذه الفعاليات على المؤسسات الثقافية؛ حيث تقوم أمانات المناطق والبلديات بتنظيم كثير من هذه الفعاليات في خطوة من شأنها تعزيز الدور الثقافي والاجتماعي للأمانات والدور البلدية في المملكة. وينظر متابعون لمثل هذه الأدوار بوصفها تفعيلاً لاتفاقيات الشراكة التي أبرمت مؤخرا بين عديد من المؤسسات الثقافية والبلديات، من بينها توقيع مذكرة تفاهم بين الأمانة وفرع جمعية الثقافة والفنون في جدة. ويشدد مدير جمعية الثقافة والفنون في جدة، عبدالله التعزي، أثناء توقيع مذكرة التفاهم، أنها تنطلق من حرص الأمانة أولاً، ومن ثم الجمعية، على استثمار وتوظيف الطاقات والإمكانات البشرية لسكان جدة، خاصة الشباب منهم، بهدف التعاون في تقديم مشاريع وفعاليات ومشاركات من شأنها نشر الثقافة والحس الجمالي والوعي لدى السكان للمحافظة على البيئة، والاهتمام والمشاركة في مشاريع التنمية والخدمات الاجتماعية التي تنعكس بصورة إيجابية على المجتمع، وهو ما ينعكس في الأعياد والمناسبات الوطنية المختلفة. ويقول الفنان محمد الزهراني، وهو منتج وبطل مسرحية «ضيف على الرصيف»، التي تم عرضها في جدة ابتداء من ثالث أيام عيد الفطر، ضمن فعاليات مهرجان عيد الفطر المبارك التي تنظمها أمانة جدة لهذا العام، إن الأمانة فتحت باب دعم المسرح وتنشيط الحركة المسرحية في جدة. ويضيف «سعينا إلى تكوين مسرحية بكوادر سعودية لتقديم الفن بحس وطني مقدرين لأمانة جدة استقطاب مسرحيي جدة وفنانيها للإسهام في تفعيل النشاط المسرحي، وأهمية نجاح هذه البادرة التي تعكس وعي الأمانة بدورها الفني والثقافي والاجتماعي». ويشير كاتب المسرحية ومخرجها فهد الأسمري، إلى أن الهدف منها هو إسعاد الناس ومشاركتهم فرحتهم ببهجة العيد واستعراض بعض الصور الاجتماعية، التي تهدف إلى توعية المجتمع من بعض الطرق السلبية بطريقة كوميدية.
