توقّع القائمون على معرض المشاريع المتنقل بجدة أن يحصل مطار الملك عبدالعزيز الدولي الجديد عند افتتاحه العام المقبل، على نفس الوهج والزخم الذي حصلت عليه مدينة الملك عبدالله الرياضية (الجوهرة المشعة) مع تدشينها من قبل خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز الشهر الماضي. وأكدوا أن المطار بصورته الجديدة سيكون حديث الناس في العروس خلال عام 2015م، مع رفع طاقته الاستيعابية إلى 30 مليون مسافر، وتحول مدينة جدة إلى مركز اقتصادي متطور ومعْلَم حضاري بارز للمنطقة وللوطن كله؛ وميناء جوي محوري يصل الشرق بالغرب. وجذبت التصميمات المبهرة والمجسمات المعمارية المنسجمة مع العمارة الإسلامية للمطار الجديد عيون الزائرين لمعرض المشاريع المتنقلة الذي اختتم الخميس، جولته الأولى بمركز (الرد سي مول) بعد أن جذب ما يقارب من 30 ألف شخص خلال 10 أيام.. بهدف عرض النقلة الحضارية التي شهدتها المحافظة على مدار السنوات الماضية والتطور الحضاري المتوقع في الفترة المقبلة. وينتقل المعرض إلى عزيز مول الثلاثاء المقبل (17 شعبان) وحتى 26 من الشهر نفسه، ويصل إلى محطته الأخيرة في الأندلس مول يوم 29 شعبان الجاري، حيث يقام خلال الشهر الجاري من الخامسة عصراً وحتى العاشرة مساءً، في حين يقام في شهر رمضان من العاشرة مساءً وحتى الواحدة صباحاً. وأشار الأمير مشعل بن ماجد بن عبدالعزيز محافظ جدة ورئيس لجنة التنمية السياحية خلال تدشينه معرض المشاريع إلى أن المطار الجديد سيكون عند الانتهاء من كافة مراحله واحداً من أكبر المطارات في منطقة الشرق الأوسط وآسيا، وأن يصبح مطاراً محورياً يربط الشرق بالغرب، مبيناً أن إنشاء المطار نتيجة للإقبال المتزايد على محافظة جدة وارتفاع أعداد المسافرين من عام لآخر إضافة الى التطور المتسارع الذي شهدته وتشهده العروس. مؤكداً أن المشروع يأتي في إطار رعاية واهتمام خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود – حفظه الله – بمنظومة الطيران المدني في المملكة بشكل عام وبمطار الملك عبدالعزيز الدولي بشكل خاص بوصفه بوابة رئيسة للحرمين الشريفين فضلا عن الدور الذي يمكن أن يؤديه في دعم البنية الاقتصادية للمنطقة. ويستعرض المعرض مجسمات لأبرز المراحل التي تم إنجازاها في المشروع.. حيث قارب العمل على الانتهاء من بعض الأعمال الإنشائية في مجمّع صالات المسافرين التي تقام على أرض تبلغ مساحتها أكثر من 670 ألف متر مربع، وهي منشأة فائقة التطور بتصميمها الفريد. وتم البدء في مرحلة التشطيبات المتعلقة بالأرضيات والواجهات والتركيبات الميكانيكية والكهربائية، كما تم تركيب بعض جسور بوابات الصعود المباشر إلى الطائرات حيث ستجهز صالات السفر ب (46) بوابة لصعود الطائرات، تتصل ب (94) جسراً للوصول إلى الطائرات، بما فيها الطائرات العملاقة ذات الطابقين من طراز إيرباصA380. ووصل ارتفاع برج المراقبة الجوية حاليا حوالي (110) أمتار من أصل 136 متراً، وهو البرج الذي سيحوي أحدث نظام تقني للتحكم بحركة المرور الجوي، وبتصميمه الفني المميز فهو يُعد أطول برج ملاحة جوية في العالم، كما تم إنجاز أجزاء كبيرة من الجسور والكباري التي يصل طولها إلى 16 كلم. ويتجاوز عدد العاملين في المشروع 30 ألف عامل ومهندس وفني في مرحلة التشطيبات النهائية، ويخدم في المشروع نحو (2600) معدة، ويعمل بالمشروع نحو (100) مقاول. ويشمل المطار على نظام نقل الركاب الآلي يصل بين مركز استقبال الركاب ومركز الرحلات الدولية، وذلك لتسهيل تنقل المسافرين آليا. إضافة إلى مركز حديث للمواصلات، يضم أحدث وسائل النقل المتنوعة بما فيها محطة قطار متكاملة، وذلك لانتقال الركاب وسفرهم بمنتهى اليسر. ونظام متطور لتحميل ومناولة أمتعة المسافرين، يمتد لأكثر من 60 كيلومتراً من سيور النقل المتحركة. ومن المؤمّل أن يصبح مطار الملك عبد العزيز الدولي الجديد مركزاً اقتصادياً متطوراً ومعْلَماً حضارياً بارزاً للمنطقة وللوطن كله؛ حيث يتكامل مع خطط التنمية الطموحة للمملكة، ويحقق طموح الهيئة العامة للطيران المدني في تعزيز مكانة مدينة جدة كمحور عالمي، حيث بدأ العمل به عام 2010م، وسترتفع الطاقة الاستيعابية للمطار إلى 30 مليون مسافر سنويا، ليتمكن من لعب دوره المنشود باعتباره البوابة الرئيسة للحرمين، وهو أكثر مطارات المملكة حركة إذ يخدم وحده نحو 41% من إجمالي عدد المسافرين في كافة مطارات المملكة منهم نحو ثمانية ملايين من الحجاج والمعتمرين وفقا لأحدث إحصائية. وأخذ بعين الاعتبار خلال جميع مراحل التصميم والتنفيذ وما يتبعها من عمليات أقصى درجات الاهتمام والالتزام بقواعد المحافظة على البيئة وحمايتها. وتحرص هذه السياسة على تحقيق الهدف المحدّد، بحيث يحرز المشروع الشهادة الفضية، وذلك لبلوغ موقع الريادة على مستوى الطاقة والتصميم البيئي المثالي، وهذا يقتضي اتباع أساليب دقيقة جداً والتزام شروط صارمة سواء في التصميم واختيار المواد، واعتماد مبدأ إعادة التدوير، والالتزام بخفض مستويات النواتج الكربونية حيثما أمكن ذلك. وسيكون هناك مشتل مركزي خاص للعناية بالنباتات وخدمة حدائق المطار الداخلية وما حوله.