تظل مخلفات المباني (من رمال وأخشاب وحديد) وتجاوز أصحاب البنايات الجديدة أو تلك الخاضعة للترميم من قبل أصحابها مشكلة تؤرق أصحاب المنازل المجاورة والعابرين ومستخدمي الطريق من قبل أصحاب المركبات. ففي ظل تغافل وسكوت وتجاهل وغياب مراقبي أمانة المنطقة الشرقية والبلديات التابعة لها عن محاسبة أصحاب تلك المباني ومخالفتهم، يظل الحبل متروكا على الغارب، وأبواب ارتكاب المخالفات مفتوحة على مصاريعها أمام هؤلاء المخالفين، الذين لا يتورعون عن إزعاج السكان واحتلال مساحات كبيرة من الطرقات من أجل وضع مواد البناء على قارعة الطريق بلا حسيب ولا رقيب. هذا الاستنكار جاء على لسان أكثر من التقينا بهم في الجولة التي قامت بها «الشرق» على عدد من أحياء مدينة الدمام. وفيما تشدد أنظمة الأمانات والبلديات دوماً وأبداً على أصحاب تلك المباني بضرورة وضع حاويات لجمع تلك المخلفات بداخلها، فضلا عن اشتراطها على أن تكون هناك حواجز حديدية تفصل ما بين المبنى والرصيف المجاور لمنع تجاوز تلك المخلفات الأرصفة والشوارع، بينما الواقع يقول عكس ذلك.. فهل يعجز مراقبو البلدية والأمانة عن القيام بجولات لكشف ومعاقبة هؤلاء؟ يقول خالد الدريويش أحد سكان حي النخيل في الدمام: طالما تفنن أصحاب المباني الجديدة داخل الأحياء أو تلك المباني في المخططات الجديدة في عدم تطبيق الاشتراطات التي تمليها عليهم الأمانة والبلديات بعدم ترك تلك المخلفات على الأرصفة أو على أطراف الطريق حتى لا تتسبب في مضايقة الساكنين ومستخدمي الطريق. ويلقى الدريويش الكرة في ملعب الأمانات والبلديات التي تركت لهؤلاء الفرصة في ارتكاب تلك التجاوزات بلا رادع أو ضمير أو حتى محاسبة. مطالباً الأمانة والبلديات باتخاذ الإجراءات اللازمة والرادعة لوقف هؤلاء عند حدهم، وقال: ما لم تقم هذه الجهات بواجبها فسوف يتكاثر هؤلاء، وستصبح أحياؤنا مكباً لهذه النفايات. فيما يرى المواطن سعد الناصر من سكان حي عبدالله فؤاد في الدمام أن ترك الحبل على الغارب لأصحاب تلك المباني من قبل الجهات المعنية شجع على ارتكاب المخالفات تلك المخالفات. وقال: من الواجب أن يقوم أصحاب المباني الجديدة أو تلك الخاضعة للترميم وضع حاويات وحواجز تمنع من تناثر تلك المخلفات ووصولها إلى الشارع أو تركها لمدد طويلة إلى أن ينتهي المبنى من أعمال الإنشاء. مطالباً أمانة الشرقية والبلديات المرتبطة بها أن تكون هناك متابعة وصرامة ومحاسبة تجاه كل مخالف لشروط وأنظمة البناء ومخلفاتها. ويقول محمد الدوسري أحد سكان حي الزهور في الدمام ومجاور لعديد من البنايات الخاضعة للترميم إنه يعاني كثيراً، ومنذ عدة أشهر من قيام أصحاب مبانٍ قيد الترميم، تركوا مخلفات مبانيهم على الأرصفة واحتلوا جزءاً منها وكذلك الطرق، دون أن يكلفوا أنفسهم بوضع حاويات خاصة أو وضع حواجز تمنع من وصول تلك المخلفات للشارع؛ حيث تسببت في إعاقة سير المشاة واستخداماتها. وطالب الدوسري بجولات تفتيشية دورية على الأحياء والمخططات السكنية للتأكد من التزام أصحاب تلك المباني من التقيد والالتزام بشروط وتعليمات الأمانة. وفي ذات الوقت ناشد أصحاب هذه المباني مراعاة مشاعر المواطنين ومتاعبهم، واتخاذ إجراءات إزالتها من أنفسهم، تقيداً بالأخلاق الإسلامية، واحتراماً لجيرانهم. مؤكداً أن بعض هؤلاء دفعتهم الغفلة، فيما قاد التجاهل آخرين لممارسة هذا السلوك غير الحضاري. «الشرق» بدورها حاولت التواصل مع المتحدث الإعلامي في أمانة المنطقة الشرقية محمد الصفيان للحصول على رد الأمانة حول تلك التجاوزات.. إلا أنه لم يُجب على اتصالاتنا منذ أكثر من أسبوع، حتى لحظة مثول المادة للطبع.