يعقد البرلمان اللبناني غداً الأربعاء أول جلسة له لانتخاب رئيس للجمهورية، لكن المحللين والسياسيين يستبعدون أن يُحسَم اسم الرئيس خلال هذه الجلسة، بل يخشون الوصول إلى طريق مسدود نتيجة الانقسام الحاد في البلاد حول موضوعين أساسيين: سلاح حزب الله والنزاع السوري. والمرشح الوحيد المعلن حتى الآن هو رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع المنتمي إلى قوى 14 آذار المناهضة لحزب الله ودمشق، لكنه لا يملك فرصة حقيقية للفوز، كما يصعب التنبؤ ما إذا كان اسم الرئيس هو من الأسماء الأخرى المتداولة في الأوساط السياسية والإعلامية أو من خارجها. وتقول عميدة كلية العلوم السياسية في جامعة القديس يوسف، فاديا كيوان، إنه «لن يتم انتخاب أي رئيس في الدورة الأولى، ولن يتمكن أي مرشح من الحصول على ثلثي أصوات مجلس النواب» المؤلف من 128 عضواً. وينص الدستور على أن يُنتَخَب رئيس الجمهورية، الذي ينتمي بموجب الميثاق الوطني إلى الطائفة المارونية، ب «الاقتراع السري بغالبية الثلثين من مجلس النواب في الدورة الأولى، ويكتفى بالغالبية المطلقة في دورات الاقتراع التي تلي». من جانبه، أوضح رئيس المجلس النيابي، نبيه بري، أن النصاب القانوني المطلوب لجلسة الانتخاب هو ثلثا أعضاء المجلس في كل الدورات. ويعتبر جعجع من أشد خصوم حزب الله، وكان رفض مشاركة حزبه في الحكومة التي شُكِّلَت أخيراً وضمت ممثلين عن كل الأطراف السياسية الأساسية، لأنه كان يشترط انسحاب الحزب من سوريا والبدء في بحث جدي حول سلاح هذا الحزب. وبدا واضحاً خلال الساعات الأخيرة أن جعجع سيحظى بتأييد قوى 14 آذار التي ينتمي إليها وأبرز أركانها الزعيم السني سعد الحريري، لكن فاديا كيوان تؤكد أنه «لا يملك أي فرصة للفوز في الدورة الأولى». وينقسم المجلس النيابي بشكل شبه متساو بين قوى 14 آذار وحزب الله وحلفائه وبينهم كتلة الزعيم المسيحي ميشال عون الذي يعتبر أبرز مرشحي هذا الفريق الأخير المعروف ب «قوى 8 آذار». وإلى جانب جعجع وعون، تتداول وسائل الإعلام أسماء مرشحين آخرين يتكرر طرحهم عند كل استحقاق رئاسي، من دون أن تُعرَف تماماً حظوظهم، وهم: الرئيس السابق أمين الجميل والنائبان بطرس حرب وروبير غانم من قوى 14 آذار، والنائب سليمان فرنجية المعروف بصداقته لبشار الأسد. كما طُرِحَت أسماء من خارج الاصطفاف السياسي القائم، مثل قائد الجيش جان قهوجي وحاكم مصرف لبنان رياض سلامة.