من منا لا تروق له غرف فنادق الخمسة نجوم؟ بجمال التصميم ، وتناسق الألوان ، وفخامة الأثاث، الهدوء والإضاءة والأكسسوارات.. فكيف نجعل غرف نومنا ذات طابع فندقي ؟... يكمن السر في الاهتمام بدقة التفاصيل .. نبدأ مشروع التصميم “بلوحة الألوان” والتي بدورها تدعم تركيزنا على ما نريده فعلاً في غرفة النوم من ألوان، علينا كذلك مراعاة أسلوب التنفيذ المتخذ حول المنزل لكي لا تتنافى معه، مع عدم تجاهل ذوقنا وميولنا الشخصي من حيث الألوان والنقوش أو التقليمات.. بعد اختيار طراز الغرفة وألوانه يتم تخطيط مواقع القطع فيها، خاصة وأن مساحات الغرف الفندقية عادةً محدودة ولكنها فعالة وذلك المطلوب تنفيذه، فنحسن اختيار موقع السرير والخزانات (إن لم تكن بغرفة ملابس خاصة) ومنطقة القراءة وأخرى تحوي مكتبا للعمل بالإضافة لمنطقة العناية الشخصية والتي عادة تكون مقاربة لدورة المياه .. إلى الآن يبدو المشروع كتصميم أي غرفة نوم عادية، بينما بحثنا عن تلك الغرفة الهادئة الساحرة بإضاءتها وراحة أثاثها.. فما هو السر خلف ذلك؟ إن كل ذلك يكمن في اتحاد مجموعة من العناصر تبدأ باختيار أرضية دافئة كالموكيت والذي يعمل على عزل الصوت أوالأرضيات الخشبية (الباركيه أو الخشب الصلب) وتجنب السيراميك والرخام والجرانيت، وذلك لأننا لا نرغب أن نضع أقدامنا على أرضية باردة بعد سرير دافئ.. في حال سبق وتم اختيار أرضية باردة فبالإمكان استخدام قطعة سجاد تغطي على الأقل منطقة ما حول السرير.. ويكمن العنصر الثاني في اختيار ورق جدران بدلا من الطلاء وذلك لأنه أيضا يعزل الصوت كما يضفي جوا من الفخامة والاسترخاء التام حين دمجه مع الموكيت.. بقية العناصر تكمن في قطع الأثاث التي يتم انتقاؤها بدقة وليس بطريقة عشوائية.. وأهم قطعة أثاث في غرفة النوم هي السرير، وليس من المبالغة القول أنه كلما كان ثمنه غاليا كان أفضل ولن نندم عليه لأنه استثمار قد يبقى طوال العمر.. مع مراعاة شكل ولون رأس السرير سواء كان من الخشب المصبوغ أو مبطن بالجلد أو الأقمشة، لأنه أحد العناصر التي تعطي الغرفة لمسة فندقية.. فحين اختيار “المرتبة” ينبغي أن يستوفي عددا من الشروط كأن تكون قوية التحمل أي بعدد سنوات ضمان لا تقل عن العشر، وأن تميل للقوة والصلابة أكثر من الرخاوة واللين وذلك لأسباب صحية تخص الظهر غالباً ولضمان نوم مريح .. بعد ذلك يتم اختيار الوسادات والتي تتفاوت في أنواعها وسماكتها بناءً على ما يفضله الشخص وما يناسبه فهناك وسادات من ريش النعام و البط والتي تناسب فصول الشتاء حيث إن الريش يساهم في التدفئة، كما توجد أنواع مختلفة من حشوات “البولياستر” والتي تعد أرخص ثمناً وتتميز في أنها تحتفظ بشكلها لتدعم الرأس والرقبة وقد تطول فترة استخدامها لسنتين، أما النوع الثالث من الوسادات فهي تلك الإسفنجية والتي تحوي على ثقوب عديدة تسمح بتجديد الهواء، كما أنها تعود لشكلها حين زوال الثقل من عليها... بالنسبة لأنواع مفارش السرير والتي تساهم في جعل السرير أكثر راحة فينبغي أن تكون من القطن الخالص وباللون الأبيض ولاشي غير ذلك، إن رغبنا باستخدام خامات أخرى فتكون فوق الغطاء الأول أي لا تلامس الجسد خلال النوم وكذلك الألوان حيث إن الأبيض يوحي بالنظافة بينما الملون والمزخرف لا يعطي نفس الشعور .. ويمكن تزيين السرير ببعض الوسائد الصغيرة والتي تكون ملونة أو مزخرفة ومتماشية مع قطعة “البطانية” الخفيفة والمعروفة باسم (throw) على طرف السرير.. تكون “الكومادينات” عادة بجوار السرير توضع عليها “أباجورة” لتسمح لنا بالقراءة قبل النوم كما إنها تعطي منظرا جماليا للغرفة وإن أمكن مقبسا يتحكم بكامل إضاءة الغرفة والتي تختلف أدوارها بناء على الزوايا التي تخدمها.. فهناك “أباجورة” على المكتب وأخرى قوية على التسريحة أمام المرآة، وعند المدخل وجوار النافذة.. فيفضل أن يكون لها جميعاً مقبس مدور يعرف باسم (dimmer) وهو ما يسهل لنا اختيار درجة السطوع.. بجوار النافذة و”الأباجورة” الواقفة من الجميل أن يكون هناك كرسي أو أريكة مفردة و طاولة عليها تحفة صغيرة أو نبته منعشة..كما أن النوافذ من أهم العناصر التي يجب عدم التهاون بها حيث يتم عن طريقها تجديد الهواء بالغرفة وتزويدها بضوء طبيعي خلال النهار فلا نحجب أجزاء كبيرة منها بقطع الأثاث مهما كان شكل الغرفة.. العنصر الوحيد الذي تحويه الغرف الفندقية ولا أؤيد تواجده بغرف النوم المنزلية هو التلفاز وذلك لأنه يتنافى مع هدف الغرفة، فهي للاسترخاء ونحن بحاجة لتقليل نسبة الشحنات الإلكترونية في أجسادنا..