كشفت الجمعية الفلكيّة في جدة، اليوم، عن رصد بقعةٍ شمسيةٍ تعبر – حالياً - قرص الشمس، وأن حجمها يزداد بشكلٍ تدريجي، فيما تقابل حالياً الكرة الأرضية، كما أن أول نشاطٍ لها كان انفجاراً شمسياً قذف بكتلة اهليجيةٍ ضعيفةٍ باتجاه الأرض، حيث ستصل خلال الساعات القادمة. وبيّنت أن الفرصة مهيأة لحدوث عاصفةٍ جيومغناطيسية بالمناطق القطبية، فيما لن يكون هناك تأثيرٌ في المملكة. وأضافت: لا يمكن التنبؤ بالحجم الذي ستصل إليه البقعة الشمسية الجديدة أو قوة النشاط الذي ستقوم به. وبيّنت أن النشاط الشمسي بشكلٍ عام سيكون منخفضاً على الرغم من وجود بقعٍ شمسية مختلفة تعبر قرص الشمس، لكنها خاملة ويمكن رصدها من خلال تلسكوب شمسي أو إسقاط صورة الشمس على ورقة بيضاء. إلى ذلك، أظهرت قياساتٌ لأقمار صناعية مخصّصة لدراسة الشمس، أن البقعة الشمسية الضخمة، التي ظهرت في مارس الماضي، لم تكتف بإحداث ظاهرة الشفق القطبي فقط، بل إن العواصف الشمسية خلال الفترة من 8 إلى 10 مارس، قذفت بكميةٍ من الطاقة على أعلى الغلاف الجوي للأرض مقدارها 26 مليون كيلو واط امتصتها طبقة الثيرموسفير، وهذه اكبر جرعة من التسخين تستقبلها الكرة الأرضية منذ عام 2005، لكن أكثر عنصرين فعّالين للتبريد في طبقة الثيرموسفير ثاني أكسيد الكربون وأكسيد النيتريك يلعبان دوراً رئيساً فهما ترموستات طبيعية، تقومان بإعادة إطلاق ما مجموعه من تلك الطاقة 95 % إلى الفضاء، فعندما يسخن أعلى الغلاف الجوي للأرض، هذه الجزيئات تحاول المقاومة قدر ما تستطيع؛ لكي تعيد الحرارة إلى الفضاء، وهذا ما حصل في 8 مارس عندما حدث الانفجار الشمسي من نوع (إكس – 5) تم قذف كتلةٍ اهليجيةٍ في اتجاهٍ مباشرٍ وضرب المجال المغناطيسي للكرة الأرضية. وحسب مقياس ريشتر للتوهجات الشمسية، تعتبر الانفجارات من نوع "إكس" هي الأكثر قوة. فالجزيئات النشطة تسقط على أعلى الغلاف الجوي للأرض، وهي تخزن طاقتها في الموقع الذي تصطدم به، وهذا النشاط ينتج الشفق القطبي بألوانه الجميلة حول المناطق القطبية وتسخين أعلى الغلاف الجوي حول كامل الكوكب. وتابعت: خلال عملية التسخين، فان طبقة الثيرموسفير تنتفخ نسبياً ما يتسبّب في حدوث زيادة جذب على الأقمار الصناعية التي تتحرّك في مدارات منخفضة، وهذا يعتبر جيداً لأن ذلك يساعد على سحب الخردة الفضائية من مدار الأرض، لكن من ناحية أخرى الزيادة بالسحب تعمل على تناقص ارتفاع الأقمار الصناعية المفيدة وجعلها تقترب؛ ما قد يجعلها تسقط في الغلاف الجوي للأرض. ومع عودة ظهور البقع الشمسية النشطة حالياً ومستقبلاً، ستكون فرصة جديدة لدراسة تأثير التسخين للعواصف الشمسية.
