احتشد في الرياض على مدى اليومين الماضيين خبراء تربويون ومتخصصون في ندوة وورش عمل هدفها إعداد وثيقة تربوية لعمل تربوي إعلامي ضخم يحمل الجزء الرابع من البرنامج الأكثر شهرة في دول مجلس التعاون الخليجي "أفتح يا سمسم". وتجمع لهذه الغاية خبراء وخبيرات من الدول الأعضاء في مكتب التربية العربي لدول الخليج والولاياتالمتحدة وعدد من الدول العربية في ندوة نظمها مكتب التربية العربي بمقره بالرياض وحملت عنوان "تطوير المحتوى المنهجي لمبادرة "أفتح يا سمسم". وأبدى المدير العام لمكتب التربية العربي لدول الخليج الدكتور علي بن عبدالخالق القرني سعادة المكتب بنجاح هذه الندوة التي جمعت الكثير من المتخصصين والمتخصصات من دول مجلس التعاون واليمن ومن الولاياتالمتحدة وبعض الدول العربية، مبينا أن جهودهم تضافرت لوضع احتياجات أطفالنا في برنامج شهير مثل هذا برنامج "أفتح يا سمسم". وقال القرني لوكالة الأنباء السعودية "نحن في البداية عرفنا أن هناك نوايا لإعادة برنامج "أفتح يا سمسم" ولذلك حاولنا أن يكون لنا دور في وضع منهج البرنامج بوصفنا جهة تربوية إقليمية، لذلك بادرنا بالاتفاق مع الشركة الأمريكية المالكة لبرنامج شارع السمسم على إقامة هذه الندوة". وأضاف الدكتور القرني أنه "سوف تصدر عن هذه الندوة وثيقة المنهج التربوي للبرنامج كاملة التي سيتتبعها المنتج لينتج البرنامج بناء على ضوئها"، مشيرا إلى أن وثيقة البرنامج سوف تعتمد ثم ينتهي تقريبا دور مكتب التربية العربي لدول الخليج فيما يتصل ببرنامج "أفتح يا سمسم" إلا من ناحية التأكد من أن وثيقة المنهج قد طبقت في الإنتاج القادم. وشرح أن الوثيقة هي ما سينتج عن هذه الندوة بتفصيل أكثر لمحتوى البرنامج والموضوعات التي سيطرقها والسيناريوهات التي سيهتم بها والقيم والأخلاق التي سيتم تجسيدها في إنتاج البرنامج بحول الله. وقال إن المكتب سوف يسلم وثيقة محتوى البرنامج للشركة المالكة التي ستتولى بدورها اختيار الجهة المنتجة، ، متوقعا أن يبدأ الإعداد لإنتاج البرنامج بعد أشهر . وأوضح المدير التنفيذي لمؤسسة الإنتاج البرامجي المشترك لدول مجلس التعاون الخليجي عبدالمحسن بن محمد البناي بدوره أن ما يتم الإعداد له هو الجزء الرابع من برنامج "أفتح يا سمسم"، مشيرا إلى أنه لابد أن تكون هناك دراسة للمحتوى المراد تقديمه للطفل، ومؤكدا أن طفل اليوم يختلف عن طفل الثمانينات عندما أنتجت الأجزاء السابقة من البرنامج، لذلك تمت دراسة المحتوى من خلال هذه الندوة التي أقيمت في مقر مكتب التربية العربي لدول الخليج بالرياض على مدى يومين، ورأى أن ما تم من تعاون كان ممتازا بين المؤسسات الخليجية. وأضاف البناي ل (واس) "أعتقد أننا خرجنا بقائمة أهداف ومخرجات تربوية ملائمة للجزء الرابع من "أفتح يا سمسم" ويبقى الدور بعد الآن في عرض هذه المخرجات على الإعلاميين حتى يكون لدينا صورة ثانية في كيفية تطويع هذه المخرجات إبداعيا لكي تقدم للطفل"، مشيرا إلى أن الدور التربوي والتعليمي يكاد ينتهي ويبقى الدور الإعلامي. وفيما يتصل بالنصوص أوضح البناي أنه بعد تحديد الأهداف التربوية والتعليمية يوضع ما يسمى"دليل الكاتب" الذي يشرح للكتاب كيف يكتبون النصوص، ثم تبدأ عملية اختيار عدد من كتاب النصوص المحترفين الذي سيباشرون كتابة نصوص البرنامج، مبينا أن عدد الكتاب يحدد بالاتفاق مع ورشة سمسم في نيويورك. وقال إنه كما في الأجزاء السابقة نفضل أن يكون كتاب النصوص من الدول الأعضاء لكن هذا ليس شرطا بل قد يكون لدينا كتابا عرب. وعن بداية الإنتاج توقع البناي أن يستغرق إنتاج البرنامج عامين، مشيرا إلى أنه في كل الأحوال فإن بداية الإنتاج تعتمد على مرحلة دليل الكاتب التي ستأخذ بعض الوقت، لافتا الإنتباه إلى أن حلقات البرنامج ستكون 165 حلقة يتم إنتاجها في البداية بشكل كامل ثم تسلم للقنوات التلفزيونية لتعرضها. وأفادت المستشار التربوي لورشة شارع السمسم العالمية الدكتورة كايرو عرفات من جانبها أن أولى مراحل الإعداد لبرنامج "أفتح يا سمسم" قد أنجزت الآن حيث جرى جمع الأفكار التربوية من جميع الدول المشاركة وجرى أيضا وضع الإطار العام للأهداف التربوية التي نسعى إليها في برنامج "أفتح يا سمسم" في المرحلة القادمة، كما تمت الاستعانة بخبرة ومعرفة خبراء من القطاع الحكومي وغير الحكومي في دول المجلس الذين شاركونا في هذه الندوة، مشيرة إلى أن منهج العمل في شارع السمسم العالمي مبني على أسس علمية مثل: كيف نجري دراسة؟، وكيف نعمل مع المجتمع؟، مبينة أن مؤسسة سمسم الأمريكية العالمية هي في الأصل مؤسسة تربوية غير ربحية تسعى لتطوير برامج للأطفال عبر العالم وفي الوقت نفسه تسعى لتنمية قدرات الناس المحليين على أن يكونوا هم القياديين والمشرفين على النسخ المحلية لبرنامج شارع السمسم. وقالت إن برنامج "أفتح يا سمسم" سيكون بناؤه هنا في منطقة الخليج فشعوب المنطقة وحكوماتها هم الذين يقررون ماذا سيقدم في البرنامج وسوف يتم انتاجه في الأستوديوهات الخاصة بهم وكذلك هم من سيكتب الأسكربتات للبرنامج، مؤكدة أن مؤسسة شارع السمسم العالمية تحفز الناس وتساعدهم لكي يطبقوا المنهج المتبع في ورشة سمسم المبني على "طفل قادر على التعلم بطريقة مسلية ومفيدة". وأضافت الدكتورة كايرو أن العمل سيتم على مراحل، فقد أنهينا الآن مرحلة جمع الأفكار ومن ثم ستتم صياغتها في الوثيقة الرئيسية، ثم نتطلع إلى كتاب يترجمون كل هذه الأفكار ويحولونها إلى عمل ملموس على أرض الواقع. وأوضحت منسقة مشروع إعداد مسودة منهج برنامج "أفتح يا سمسم" الأستاذ المساعد بقسم التربية ورياض الأطفال بجامعة الملك سعود الدكتورة ندى بنت يوسف إبراهيم الربيعة من جانبها أن الفريق بدأ منذ عام العمل على المشروع حيث جرى التواصل مع وزارات التربية والتعليم في الدول الأعضاء بالمكتب حيث رشحوا سبعة أعضاء يمثلون دولهم، وعقدت اجتماعات جرى فيها شرح المطلوب من كل منسق، ومن ثم أجرى هؤلاء المنسقون أبحاثهم مع الوزارات والمنظمات غير الحكومية في دولهم وجمعوا معلومات وفق بنود تم تحديدها مسبقا في ورش عقدت برئاسة المدربة العالمية كايرو عرفات، ثم جمعت البيانات وتم تحليلها، إلى أن تكون لدى الأعضاء السبعة الممثلين لدولهم وعي أفضل باحتياجات الطفل في كل بلد من الدول الأعضاء بالمكتب، ثم عقد في شهر ديسمبر الماضي لقاء جرت فيه نقاشات وجمع ما تمخض عنها حيث خرجنا من اجتماع ديسمبر بما يمكن أن نسميه "محاور" نحاول أن نركز عليها في إعداد برنامج "إفتح يا سمسم"، ثم عقدت لقاءات مطولة مع مجموعات محددة قد تكون متجانسة حينا أو غير متجانسة أحيانا، مثل: مجموعة سيدات منازل، أو مجموعة مدرسات، أو مجموعة رجال .. وهكذا. وأضافت الدكتورة الربيعة أنه بعد هذه الندوة التي عقدت بمقر المكتب بالرياض سوف نعمل على تنقيح مسودة وثيقة البرنامج، ونرى إن كانت المجموعات قد إتفقت على بنود معينة ثم يتم تنقيح الوثيقة من جديد لنخرج بوثيقة البرنامج النهائية، بحيث يأخذ الكتاب منها أهدافا ليكتبوا بناء عليها سيناريوهات الحلقات. وقالت نائبة رئيس مؤسسة شارع السمسم الأمريكية العالمية الدكتورة شارلوت كولي من جهتها إن أهم نقطة في إنتاج البرنامج بعد هذه الندوة وبعد وضع وثيقة البرنامج ستكون الحصول على الدعم والتمويل لإنتاج البرنامج. مشيرة إلى ان دور مؤسسة شارع السمسم وورش سمسم العالمية هي تزويد القائمين على برنامج إفتح يا سمسم بالهيكل، وسوف نعمل على المتابعة والإشراف على الإنتاج بوصفنا استشاريين تربويين، بيد أننا نقول دوما إن شارع السمسم هو أطول شارع في العالم، إضافة إلى إمكانية العودة من أي جزء في هذا الشارع للتعلم من المحطات التي مررنا بها أثناء هذا المشوار، مفيدة أن البرنامج يقدم تحت أسماء كثيرة في 140 دولة حول العالم تتفق كلها في الكلمة الثانية وهي "سمسم".
