بسم الله الرحمن الرحيم صِبْغَةِ المجتمع لا شك أن المتأمل في صِبْغَةِ المجتمع السعودي الدينية يجده مجتمعا متدينا بعمومه ، حتى أولئك الذي لا تخلو توجهاتهم من كثير من الشطط تراهم يحومون حول تغيير هذه الصبغة بما يوافق أهوائهم دون أن يتخلّوا عنها بالكلية أو يُطالبون بإلغائها إلا من ندرة نادرة ، والنادر لا حكم له. التوجه المضاد إذا كان الأمر كذلك وعلمنا أن أغلب الشعب متمسك بهويته الدينية ؛ فلماذا نشاهد هذا الإتجاه المضاد لما عليه غالبية الشعب من وزير الثقافة والإعلام وكأنه يتعامل مع مجتمع يُسيّره بحسب توجهاته دون مراعاة لثوابتهم ومعتقداتهم. معرض الكتاب أضرب على ذلك مثالا هو حديث الساعة وهو معرض الكتاب الدولي القائم في منطقة الرياض عاصمة المملكة العربية السعودية بلاد الحرمين الشريفيين والذي تم التنسيق فيه لإبراز بعض الرويبضات الشاتمين لله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم وتنسيق الندوات والمحاضرات لهم في هذه المحفل وكأنهم أعضاء في اللجنة الدائمة للإفتاء اللذين كان من المفترض أن يكونوا مكانهم لينوّرا الأمة التنوير الربّاني المبني على كتاب الله تعالى وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم والذي رفع الله تعالى به قرونا من المسلمين حتى أضحوا قبلةً للعالم كله في الدين والدنيا. همسة أذن - ألم يقل أحدهم يا وزير الإعلام إن الله والشيطان وجهان لعملة واحدة ؟ تعالى الله تعالى وتقدس عما يقول علوا كبيرا ، فكيف بك واقفا بين يدي الله تعالى وقد نصرت هذا الشاتم لله وقدّمته للناس خطيبا وملقيا. - ألم يقل أحدهم أن النبي صلى الله عليه وسلم علماني في أحد تصرفاته ؟ فكيف بك غدا والناس يذادون عن حوض النبي صلى الله عليه وسلم بسبب ما أحدثوا في دين الله تعالى كيف بمن شتم النبي صلى الله عليه وسلم ووصمه بالعلماني وحاشاه بأبي هو وأمي (إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى). - هل يحسن في هذا الوقت يا وزير الإعلام والناس يثورون عن أيماننا وعن شمائلنا ومن أمامنا ومن خلفنا أن تستفز مشاعر شعب بأكمله في أغلى ما يملكون وهو دينهم وعقيدتهم ، ماذا لو قال قائلهم إن الله والشيطان وجهان لعملة واحدة في أحد هذه الندوات المنسقة ، وعموما إن لم يسألك أحد عن ذلك ؟ فقد قال الله تعالى (وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْئُولُونَ) وقال النبي صلى الله عليه وسلم (كلكم راع ومسؤول عن رعيته) البخاري يا خادم الحرمين الشريفين أناشد من هذا المنبر الملك المحبوب خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين والنائب الثاني وأمير منطقة الرياض حفظهم الله جميعا ووفقهم لكل خير ورزقهم البطانية الصالحة الناصحة التي تدلهم على الخير وتعينهم عليه أن لا يمكّنوا لهذا التيار المنحرف الذي بدا للمجتمع بأكمله أنهم يكيدون لديننا وثوابتنا وينكئون جراحنا ويودّون لو نشأ الجيل بأكمله وفق أجندة الغرب الكافرين الذين لم يفتؤوا يكيدون لمجتمعنا المسلم في المملكة العربية السعودية ليلا ونهارا وسرا وجهارا بزعزة ثوابته ومعتقداته التي ترك الأمة عليها نبيها محمد صلى الله عليه وسلم والتي لا عزة لنا ولا رفعة إلا بالتمسك بها. أنشادكم الله وأرجوكم أن تُوقفوا هذه الندوات التي يُقدم فيها الشاتمين لله ورسوله ويُصدّ عنها أهل العلم الراسخين الذين زكاهم الله تعالى (إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ) وأمرنا بالرجوع إليهم (فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ) اللهم أحفظ علينا في هذه البلاد الطاهرة ديننا وأمننا واستقرارنا وجماعتنا وإمامنا وجنّبنا الفتن ما ظهر منها وما بطن وحسبنا الله ونعم الوكيل. كتبه محمد ابن الشيبة الشهري [email protected]