يشكل التراث العمراني الوطني ثروة وطنية كبيرة وسجلا حيا لتاريخ الوطن، كما أنه بات مجالا هاما للتنمية الاقتصادية بعد بدء تنفيذ مشاريع التراث العمراني مثل القرى التراثية مراكز المدن التاريخية والأسواق الشعبية وغيرها. وأكد صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار أن التراث الوطني يُعد مصدراً مهماً يستطيع المواطن من خلاله معايشة وحدة المملكة وملحمة تأسيسها، وهو ما يمثل دافعاً رئيساً لاهتمام الهيئة بمشاريع التراث العمراني وربطها ثقافياً واقتصادياً ووجدانياً بالمواطن، كما أكد على أن مواطني هذه الدولة مشاركون في بنائها، كما أسهم آباؤهم وأجدادهم من قبل في توحيدها، مشيرا إلى أهمية ربط الأجيال من الشباب بتاريخهم الوطني ليستلهموا منه القيم التي يمثلها هذا التراث، والتي كانت وما زالت هي الأساس الذي قامت عليه المملكة من خلال تحويل المواقع الى تجربة حية ومعاشة لتاريخنا الوطني. من جهته يرى الدكتور محسن القرني المستشار بمركز التراث العمراني الوطني أن ما يجري التفكير فيه هو إحداث نقلة استثمارية في مجال التراث العمراني، مبينا أن ملتقى التراث العمراني الوطني هو عبارة عن حدث اقتصادي كما أنه حدث ثقافي وعمراني واجتماعي. وأشار إلى أن الجميع يؤمن بأن أواسط المدن والقرى القديمة لا يمكن أن تبقى لمجرد أن نقوم بتنظيم ملتقى يحتفل بها، فهي تحتاج إلى عمل وجهد ومثابرة، وتحتاج قبل ذلك إلى إيمان بقضية، أنها تحتاج إلى إعادة الحياة الاقتصادية والاجتماعية لها. إلى ذلك قال الدكتور أحمد زيلعي عضو مجلس الشورى وأستاذ التاريخ أن المشروعات المطروحة في الوقت الحالي لتطوير التراث العمراني ستسهم في المحافظة على التراث العمراني الذي تعتبره المملكة ثروة وطنية لا تقل أهمية عن غيرها من الثروات المادية لما له من أهمية وقيمة كبيرة تتطلب ضرورة المحافظة عليه وتنميته لا سيما وأنه مكون رئيس في تركيبة الهوية الوطنية، كما أنها ستدعم تطوير وتشجيع السياحة الداخلية. من جهته أشار الدكتور وليد أحمد السيد المختص في التراث العمراني إلى أنه يمكن النظر إلى أن جميع أنواع التراثات المادية والمعنوية الممارسة سلوكا والموروثة نمطا وأسلوبا والمتراكمة إجماعا كلها تشترك في البوتقة الواحدة التي شكلت معالم هذه التراثات، هذه البوتقة هي الثقافة المجتمعية السائدة وبشكل أرقى هي الحضارة المهيمنة على أنماط التشكيل والتمظهرات المختلفة التي تدل على آثار مجتمع ما أو شعب أو أمة. من جهته اعتبر الدكتور صالح الهذلول وكيل وزارة الشؤون البلدية والقروية للتخطيط البيئي سابقا أن العناية بالتراث العمراني ضرورة وطنية وحضارية، لإبراز هوية المجتمع وعراقة تاريخه، ذلك أن التراث العمراني مرجع لأصالة الشعوب، ومصدر لاستلهام الماضي وعبره ودروسه من أجل صياغة الحاضر والمستقبل، ولا تأتي المحافظة على التراث العمراني من منطلقات عاطفية فحسب، وإنما لها دلالات أعمق، فهي تأكيد لاستمرار تفاعل المجتمع وحيويته، وتمسكه بعناصر هويته ومكامن قوته وتميزه. وقال إن ملتقى التراث سيعمل على تشجيع العناية بالتراث، وترسيخ الوعي بأهميته، وتأكيد ما يتسم به التراث العمراني للمملكة من تميز في إطار التراث العمراني العربي الإسلامي، وإبراز النماذج العمرانية الحديثة ذات الأبعاد التراثية. قرية العلا التراثية