أكد محافظ المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني، الدكتور علي بن ناصر الغفيص أن الإقبال على كليات التميز التي تتبناها المؤسسة كبير جدا، ويفوق الطاقة الاستيعابية. وقال الغفيص: "هناك رغبة من الشباب من الجنسين للالتحاق ببرامج كليات التميز، وهذه الرغبة تتضح من السجلات الإلكترونية للقبول في الكليات، التي تشير إلى أنه فقط 10% من المتقدمين يتم قبولهم". ولفت الغفيص في تصريحات ل"الرياض" إلى إن وجود منافذ كثيرة (جامعات وكليات وابتعاث) لا يؤثر على الإقبال على كليات التميز، مشيراً إلى أن كلية البنات في الخبر تقدمت لها 10 آلاف فتاة، ولم يتم قبول غير 500 متدربة. وأوضح الغفيص أن المؤسسة ضمن خطتها الاستراتيجية ساعية للتوسع في كليات التميز لاستقطاب المزيد من الشباب وتلبية رغباتهم للالتحاق بهذا المجال المطلوب، الذي يحقق الحصول على فرص عمل وليس البحث عن وظيفة. وفي إجابته عن سؤال "الرياض" حول ما إذا كانت المؤسسة تقرأ حاجة السوق وتقيم المخرجات على هذا الأساس، قال د. الغفيص: "المؤسسة فيها حراك دائم يقوم على عاملين اقتصادي وآخر تقني، وهذان المجالان يتطوران باستمرار، ولذلك يتحتم على المؤسسة أن تحرك برامجها بناء على المتغيرات الخارجية، التي تؤثر في حالة السوق الصناعية والتجارية والتقنية وغيرها". ومشيراً إلى المؤتمر التقني السعودي السابع الذي نظمته مؤخراً المؤسسة، وعقد في الرياض برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز خلال الفترة 9-11 /1 /1436ه، بأن عقد هذا المؤتمر كل سنتين هو دأب المؤسسة منذ 15 عاماً، وما يطرح في هذه المؤتمرات هو خلاصات فكرية وعملية، وأوراق مبنية على تجارب تنعكس على تطوير الأداء، لأن ما يخرج من آراء تنفذ على أرض الواقع بآليات عمل. ونوه الغفيص بمتابعات "الرياض" لنشاطات المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني وتغطيتها ورعايتها لأعمال المؤتمر السابع، وقال إن المؤتمر ناقش جميع المبادرات التي تقودها المؤسسة بما في ذلك تجربة كليات التميز، حيث تم استعراض تشغيل الكليات بالخبرات الدولية، والشراكات الاستراتيجية، وتشغيل الكليات القائمة بمفهوم عقود التشغيل التي تهدف إلى بناء القدرات الداخلية لهذه الكليات. وأشار إلى أن كليات التميز هي نفسها الشراكات الاستراتجية (المفهوم واحد)، غير أن الشراكات الاستراتيجية فيها الشريك الاستراتيجي المحلي (مع الشركات الكبيرة)، وهناك مشغل بخبرة دولية، مشيراً إلى أن (تي كيو TQ) تقوم بتشغيل معهد البترول والغاز، وهو من كليات الشراكة، وقد تم تخريج الدفعة الخامسة، و"لوريا" تتولى تشغيل معهد الطاقة والمياه في رابغ وتم تخريج الدفعة الثانية. وأشار الغفيص إلى أن المؤسسة، نتيجة للدعم الذي تلقاه من لدن خادم الحرمين الشريفين، الملك عبدالله بن عبدالعزيز، ورعايته لبرامج التدريب التقني والمهني، تقوم بتوسيع قاعدتها من كليات التميز والشراكات الاستراتيجية بمعدل كلية ومعهدين شهرياً، تستلمها المؤسسة من المقاولين بعد اكتمال البنية التحتية لهذه الكليات والمعاهد من الدعم المخصص لبرامج التدريب التقني والمهني. وموضحاً توجه المؤسسة إلى الاستعانة بالخبرات الدولية، وقال الغفيص: "الكليات تحتاج إلى مدربين، وفي كل دول العالم المدرب يجب أن تكون لديه خبرة في مجال الصناعة لمدة 3-5 سنوات، وهذا ما لا يتوفر في الخريجين الجدد من الجامعات، وإلى جانب ذلك الكليات تحتاج أعداداً كبيرة من المدربين، فقد تم تشغيل 37 كلية خلال سنتين، ولا يمكن أن نوفر محليا العدد الكافي من المدربين الذين لديهم خبرات صناعية، لذلك توجهت المؤسسة لتشغيل الكليات من خلال الشراكات الاستراتيجية، ومن كليات التميز، باستقطاب مؤسسات تعليم وتدريب لديها مدربين ذوو خبرة صناعية في مجال التخصص لمدة لا تقل عن 5 سنوات، ويمارسون التدريب بالمعرفة والمهارة المطلوبتين، وجنباً إلى جنب يتم استقطاب سعوديين ليكونوا هم من يتولون التدريب لاحقاً". يتم استقطاب كفاءات سعودية ليتولوا عملية التدريب