يكثر ارتياد طلاب الجامعات لمقاهي الشيشة، حيث يجدون ما يريدونه، رغم أنّ احتياجاتهم لا تتجاوز وجود مكان مريح، وخدمة إنترنت، وشاشة تلفزيون، ومطعم جيد يقدم وجبات بسعر مناسب، وجميعها تستطيع أي جامعة توفيرها في أي محيط داخل المدينة الجامعية، بدلاً من قضاء الطلاب أوقاتهم في مكان غير صحي، خصوصاً وأنّ غالبية من يرتادونها ليسوا بمدخني الشيشة، وإنما يعتبرون الأجواء التي توفرها المقاهي غير متوفرة في أي مكان آخر، إلى جانب أنّ الأجواء داخل الجامعة "مملة"، ولا يستطيع الطالب الجلوس وقتاً طويلاً داخل المحيط الجامعي!. وتتنافس المقاهي على جذب طلبة الجامعات خلال فترات النهار، وذلك على الرغم من أنّ بعض المقاهي تغلق في وقت متأخر من الليل، إلاّ أنّها تكون مستعدة بعد التاسعة صباحاً لاستقبال الطلبة، الذين تصل ذروة وجودهم في المقهى وقت الظهيرة، وعادةً ما يصادف عدم وجود محاضرات في جدول الطالب أو انتهاء يومه الجامعي. ولا يخفي عدد من الطلبة إعجابهم بما توفره المقاهي لهم، وأنّ قضاء وقت في المقهى أفضل من الجلوس في الجامعة خلال وقت التوقف "البريك"، رغم إدراكهم بالمخاطر الصحية المترتبة بسبب "أدخنة الشيشة"، إلاّ أنّ ذلك لا يعنيهم مقابل وجود مكان يتفهم احتياجاتهم، ويمنحهم الحرية، والجلسات المريحة، ويمكنهم من مشاهدة التلفزيون ومتابعة المباريات التي غالباً ما تكون معادة في الفترة الصباحية. الجامعة لا تجذب في البداية ذكر "سعود" أنّه لا يوجد أي شيء يجذبك في الجامعة، حيث كل شيء روتيني ممل؛ مما يجعلهم يبحثون عن مكان آخر يخرجهم من أجواء الدراسة، ويغيّر المزاج، معتبراً أنّ الجامعات تحتاج إلى مرافق كثيرة تتناسب من اهتمامات الشباب، وتبعدهم عن اللجوء إلى أماكن أخرى قد تكون غير صحية، خصوصاً في الفترات التي تفصل بين المحاضرات، إذ إنّها تتراوح بين ساعة وساعتين، متسائلاً عما يجده الطالب في مقهى الشيشة ولا يجده في "كافتيريا" الجامعة أو المكتبة، فحينما تكون في الجامعة وتعمل مقارنة بسيطة بين الأماكن التي من الممكن أن يقضي الطالب وقته فيها داخل الجامعة، وبين مقهى الشيشة، تجد هناك فرقاً كبيراً، لافتاً إلى أنّ بعض الطلبة لا يدخن الشيشة، لكنه يذهب إلى المقاهي لعدة أسباب لا بد أن تتفهمها إدارات الجامعات: أولها وجود مكان مريح مكيف، ووجود قنوات تلفزيونية، ووجود الإنترنت، والمطعم الجيد. وأضاف:"هل الجامعات لا تستطيع توفير ذلك في أي مكان داخل الحرم الجامعي؟، لو فعلت ذلك لوجد الطلبة الذين لا يدخنون الشيشة وهم أعداد كبيرة ما يريدونه"، مشيراً إلى أهمية توفير الأماكن المناسبة للطلبة داخل الحرم الجامعي، وعدم تحويل الجامعة إلى بيئة منفرة للطلبة، فهي صرح تعليمي يجب أن يحتوي الطالب، خصوصاً أنّ نصف يوم الطلبة يقضونه بين قاعات المحاضرات وبين جنبات الجامعة ومحيطها. بديل ضعيف وأكّد "محمد" على أنّ البديل الموجود في الجامعات لمقاهي الشيشة ضعيف، ولا يتواكب مع طموحات الطلبة، فالصالة الرياضية التي توفرها الكلية لقضاء وقت الفراغ فيها غير مهيأة بشكل كامل وينقصها الكثير، إلى جانب أنّ "الكافتيريا" أيضاً غير مناسبة، فالأفضل التوجه إلى أي مقهى قريب، إذ إنّه يوفر كل ما يريده الطالب، لافتاً إلى أنّ الجامعة لا تفكر في الطالب خارج قاعة المحاضرة، فمن وضع مرافق غير مهيأة لم يدرك احتياجات الطلبة، إنما وضعها حتى لا يقال إنّ الجامعة لا يوجد فيها مرافق مناسبة للطلبة لقضاء وقت فراغهم فيها. وأضاف أنّ الجامعات تحتاج في الوقت الحالي إلى عمل كبير جداً يخرجها من إطار التعليم فقط، لتكون شاملة ومكاناً جيداً يتوجه إليه الطالب وقت الفراغ، إذا ما علمنا أنّ المدن الرئيسة لا يوجد فيها أماكن للشباب ومعظمها للعائلات، وهذا الأمر يدفع بالشباب إلى مقاهي الشيشة، رغم مخاطرها الصحية، خصوصاً إذا استمر الشاب عليها سنوات طويلة، قد تتسبب له بأمراض ومشكلات صحية أخرى قد لا يعلم عنها، مقترحاً أن تشكل الجامعات فرق عمل لدراسة وبحث أفضل الطرق لإبقاء الطالب داخل محيط الحرم الجامعي وقت الفراغ، فذلك سيعود إيجاباً على الطالب وأسرته، ويحسب للجامعة أنّها حافظت على طلبتها من التوجه إلى أماكن غير جيدة بين المحاضرات. عملاء النهار وبيّن "مصطفى" –عامل في أحد المقاهي- أنّهم يوفرون في نهار الأيام العادية كل ما يمكن لجذب "الزبائن" إلى المقهى، حيث يتم منحنهم جلسات أرضية مريحة وخاصة ومكيفة، إلى جانب اشتراك في القنوات الرياضية المشفرة، وقنوات الأفلام، والترفيه، فضلاً عن وجود مطعم يقدم خدماته من الجلسة ذاتها، بالإضافة إلى توفير الشيشة والمشروبات، لافتاً إلى أنّ أغلب عملاء النهار هم طلبة الجامعات، خصوصاً في فترة بعد الظهر، موضحاً أنّهم يدركون احتياجاتهم وما يريدونه، ويوفرون لهم ذلك فوراً، ويحرصون على استقطابهم، خصوصاً أنّ النهار من الأوقات الهادئة في المقاهي ولا يوجد فيها أحد، وغالباً بعض المقاهي تفتح أبوابها بعد الظهر لاستقطاب الطلبة وغيرهم. وأضاف أنّ بعض الطلبة لا يكون مدخناً، وأكثر ما يحتاجه هو وجود مكان جيد يقضي فيه وقته ويشاهد التلفزيون، فنحن نقدم له الشاي إلى جانب الجلسة والمأكولات ولا يتجاوز جلوسه أكثر من ساعة ونصف، لافتاً إلى أنّ بعض المقاهي تفرض حداً أدنى للطلبات، خصوصاً على غير المدخنين، والذين يقضون من ساعة إلى ساعتين في المقهى، مشدداً على أنّهم يلتزمون بأنّ يكون عمر رواد المقهى أكثر من (18) عاماً، ولا يتساهلون في ذلك، وفي أحيان كثيرة يتأكدون من ذلك عبر الهوية. مقاهي سيئة! وقال "خليل" –عامل في أحد المقاهي-: "قضيت نحو (10) أعوام أعمل في مقاهي الشيشة، ومن المؤسف أن يكون هناك طلاب يدخنون الشيشة أو يقضون أوقاتهم داخل المقهى، خصوصاً أنّهم ما زالوا صغاراً ويجب الاهتمام بهم، وأحياناً لا استطيع خدمتهم، أو أعطل خدمتهم رغبةً مني في تركهم يخرجون، لا أستطيع إلاّ فعل ذلك، لا أملك صلاحيات إخراجهم ولا يوجد نظام يمنعهم من دخول المقهى، إذا كانوا أكبر من 18 عاماً"، مبيّناً أنّ المشكلة تكمن في إدارات المقاهي التي تفتح أبوابها نهاراً بهدف استقطاب هؤلاء، ومثل ذلك يدمر الشباب ويوقعهم في مشكلات، وبعضهم لا يدخن الشيشة ومع تكرار قدومه للمقهى أصبح يدخنها، مقترحاً وجود نظام يمنع دخول مقاهي الشيشة من تقل أعمارهم عن (25) عاماً، ومنع فتح مقاهي الشيشة في الفترة الصباحية. تبدأ المقاهي استعداداتها لاستقبال الطلاب كل نهار الجلسة المريحة أحد أسباب تردد الطلاب على المقاهي يبدأ الأمر بمجرد زيارة وينتهي بإدمان الشيشة