تبدأ اليوم حركة نقل عشوائي لأعداد كبيرة من متخلفي العمرة داخل المملكة الذين يتحايلون بواسطة مالكي سيارات الجيمس والفانات والباصات على المنافذ الأمنية للتسلل الى المشاعر المقدسة لأداء فريضة الحج، وهذا التحايل يشمل أيضا بعض المواطنين والمقيمين الذين سبق لهم الحج ولا يحملون تصاريح بالحج هذا العام ويرغبون التوجه الى المشاعر المقدسة. ويشكل هذا النقل العشوائي حركة دؤوبة ستبدأ اعتباراً من اليوم وحتى نهاية وقفة عرفة حيث تحتشد سيارات النقل في أماكن متعددة من مدينة جدة والمدينة المنورة والطائف لتجميع الركاب الذين يرغبون التوجه الى المشاعر المقدسة وحدد أصحاب هذه السيارات تسعيرة مرتفعة للذين لا يحملون أي هوية تتراوح بين 175الى 300ريال أما الذين يحملون هوية اثبات فيدفعون مبلغاً يتراوح بين خمسين ومائة ريال. وقدر أحد أصحاب شركات نقل الحجاج الطاقة الاستيعابية لحركة النقل العشوائي بأنها تستوعب حوالي 300ألف حاج سواء من متخلفي العمرة أومن الحجاج الذين لا يحملون تصاريح وقال ان هذا العدد يشمل عملية النقل من مختلف مناطق المملكة حيث يستغل بعض أصحاب سيارات النقل التي تستوعب أكثر من تسعة ركاب موسم الحج للقيام بنشاطهم الغير قانوني والذي يوفر لهم سيولة مالية تصل الى نحو 40مليون ريال خلال يومين هما يوم الثامن والتاسع من ذي الحجة حيث يقومون أيضاً بعمليات نقل عشوائية أخرى للحجاج من عرفة على مزدلفة. وفي غضون ذلك وضعت قوات أمن الحج بالتنسيق مع الادارة العامة للمرور والمديرية العامة للجوازات نقاط تفتيش متكررة في المنافذ الرئيسية لدخول المشاعر لمنع المتسللين غير القانونيين من الوصول الى مكةالمكرمة، وكذلك تم رصد عدد من المنافذ في حج هذا العام والتي يتوقع أن يلجأ اليها سائقو السيارات المخالفة لمحاولة الدخول الى مكةالمكرمة اليوم و يتم التعامل مع هذه الظاهرة من قبل رجال الأمن بكل حزم وبما يحقق المصلحة العامة للحجيج. وتتحمل الشركات والمؤسسات التي تقوم باستضافة المعتمرين المسؤولية الأكبر في وجود الأعداد المتزايدة من متخلفي العمرة حيث يتعمد أصحاب بعض المؤسسات والشركات دون ادراك لحجم المسؤولية الملقاة عليه الى تسريح بعض المعتمرين عند وصولهم الى المملكة رغبة منه في توفير المصاريف التي سيدفعها على اقامتهم واعاشتهم وتنقلاتهم بين مكةالمكرمة والمدينة المنورة ويذهب الاستغلال بأصحاب بعض هذه المؤسسات الى أبعد من ذلك بالاستفادة من قيمة تذكرة العودة التي يسحبها من المعتمر عند تسريحه ويتقدم بعد ذلك لوزارة الحج مفيدا أن عددا من المعتمرين الذين أحضرهم قد هربوا من السكن المخصص لهم ويقدم جوازاتهم كوسيلة لاثبات صدق أقواله، وعندما يقوم بعض المعتمرين بالعودة اليه للمطالبة بجوازات سفرهم يفيدهم أنه قام بإتلافها ومن هنا تظهر بوضوح مشكلة متخلفي العمرة الذين يعمل بعضهم الى أن يحين موسم الحج فيؤدون الفريضة وبعضهم يذهب طواعية الى الترحيل طالباٍ اعادته الى بلاده وبعضهم يستمر في التهرب من رجال الأمن والجوازات الى أن يحين القبض عليه وترحيله الى بلده. أما المواطنون والمقيمون الذين سبق لهم الحج فإن الفتوى الشرعية تبطل حجهم القائم على التحايل على الأنظمة والقوانين عن طريق الانتقال الى المشاعر المقدسة بطرق التخفي والتستر خاصة وأنهم يزاحمون اخوانهم المسلمين الذين لم يسبق لهم الحج وأيضا فإنهم يعرضون حياتهم للخطر عند التنقل الى مكة عبر طرق وعرة أو بواسطة سيارات مجهولة الهوية وكذلك سائقيها المخالفين للنظام. وفي سياق متصل يشار الى أن مجلس الوزراء قرر يوم الاثنين 29ذي القعدة 1425ه الموافقة على نظام نقل الحجاج الى المملكة واعادتهم الى بلادهم والذي ألزم ناقل الحجاج السعودي بان يقدم ضمانا بنكياً لا يقل عن مائة ألف ريال ولا يزيد على مائتي ألف ريال لتغطية جميع المبالغ التي تستحق في ذمته من اعاشة الحجاج وسكنهم وكذلك ألزم النظام الناقل بالتضامن مع وكيله بإعادة من أحضرهم من الحجاج الى بلادهم بعد أداء فريضة الحج وبتأمين اعاشة الحجاج المتخلفين بسببه وسكنهم عن كل يوم أو جزء منه. ويأتي هذا القرار للتغلب على مشاكل مشابهة لمشكلة متخلفي العمرة وهم المتخلفون بعد انقضاء موسم الحج حيث تظهر بعض السلبيات من الشركات في الخارج والداخل في تحمل مسؤولياتها الكاملة تجاه نقل الحجاج وتأمين اعاشتهم واقامتهم واعادتهم الى بلادهم بعد أدائهم فريضة الحج حيث أن عدد المتخلفين من موسم الحج يشكل نحو ثلاثة أضعاف الأعداد التقديرية لمتخلفي العمرة الذين قد يصل عددهم سنويا الى حوالي 200ألف متخلف عن العودة الى بلاده رغبة منه في البحث عن عمل أو الانتظار حتى أداء فريضة الحج . ويشار الى أن تخلف الحجاج عن العودة الى بلادهم يشكل عبئا على الأجهزة الأمنية عند متابعة وملاحقة المتخلفين واعادتهم الى بلادهم لذلك فإن المديرية العامة للجوازات تحث الحجاج بشكل مستمر على أهمية العمل على العودة الى بلادهم عند انتهاء موسم الحج حيث يتم تقديم كافة الوسائل والسبل لتسهيل سفرهم.