لست شاعراً.. كالأستاذ سعد الحميدين.. الذي أبدع في قصيدة نُشرت في جريدة الرياض ليوم الأربعاء 29/11/1435.. في الذكرى الرابعة والثمانين لتوحيد المملكة.. والقصيدة جميلة في مجملها.. إلا أن صدر البيت الأخير من القصيدة «فسلمت يا وطني يوحدك الإخا» استوقفني كثيراً.. فهذا الصدر من بيت الشعر يصف بالفعل مجتمعنا السعودي حاضرة وبادية.. في أرض مترامية الأطراف.. ويسكنها قبائل وحواضر شتى.. وكيف أن «الإخا» وحدَهُ.. بفضل من الله ثم عبقرية المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن طيب الله ثراه.. أوجد من الشعب السعودي مجتمعاً متماسكاً ذا لُحمة واحدة.. من شماله إلى جنوبه ومن شرقه إلى غربه.. مروراً ومنبثقاً من وسطه الذي انطلقت منه بداية الدولة السعودية الأولى في الدرعية عندما قال الإمام محمد بن سعود للشيخ محمد بن عبد الوهاب «حنا هل العوجا» فأصبحنا في وجود عالم يموج بالكثير من الفتن والقلاقل.. نكاد نكون المجتمع العربي الوحيد«قيادة وشعباً» الذي يعيش إخاءً وترابطاً في كل شيء.. ففي محيط العمل أو السكن تجد الجميع يوحدهم الإخا وحس المواطنة والانتماء.. وفخر يشعر به الجميع بأنهم سعوديون وكفى.. ويجمع بينهم حب الوطن والولاء له.. فكل مجموعة من المواطنين من مختلف مناطق المملكة.. ومن مختلف المشارب والأرومات.. تجمعهم زمالة في عمل ما أو دراسة أو مجاورة في السكن في حي واحد.. يُكونون شكلا متناسقا لقوس قزحٍ.. وفسيفساء جميلة.. وجدت تجانسها وتناسقها في الإخاء.. الذي تبناه المواطن بولائه للوطن.. ووطن زرع الإخاء.. في شعب المملكة الأبي.. بين كل مواطن وآخر.. سواء من كان سعوديا أباً عن جد أم من قدم للمملكة للعمل أو الزيارة.. فتشرف بأخذ الجنسية السعودية.. ليصبح مواطناً يتساوى مع المواطنين الآخرين في الحقوق والواجبات.. فلا يوجد لدينا مواطن درجة أولى ومواطن درجة ثانية.. كما هو موجود في دول أخرى.. فالجميع متساوون لدينا في الحقوق والواجبات.. فرحم الله المؤسس ورجاله المخلصين.. ونحن نتذكرهم في الذكرى الرابعة والثمانين لتوحيد المملكة تحت اسم المملكة العربية السعودية.. فسلمت يا وطني.. يوحدُكَ الإخا. عميد طبيب متقاعد *