حذرت الجمعية الطبية البيطرية السعودية أمس من المخاطر الصحية لميكروبات الأغنام المستوردة، كاشفة الستار عن مواش مستوردة مصابة بأمراض معدية تتداول محليا في الأسواق المحلية. ونبهت الجمعية إلى أن الأغنام المستوردة محملة بميكروبات عالية الضراوة من شأنها جلب أمراض وصفتها بالخطرة، مشددة في الوقت ذاته على أهمية الرقابة الصحية على اللحوم ومنتجاته، قائلة "المسالخ توفر نوعية جيدة من اللحوم للمستهلك وتلعب دورا مهما في حمايته من الإصابة بأي مرض من الأمراض التي قد تصيبه جراء تناولها أو تداولها". يأتي هذا التحذير تزامنا مع قرب حلول عيد الأضحى المبارك، وسط توافد كميات كبيرة من الأغنام المستوردة المعدة للبيع في أسواق الماشية العاملة في السوق المحلي. وتتواكب هذه التحذيرات مع تحرك حكومي رسمي من قبل إدارات المسالخ العاملة في أمانات المناطق، وسط تنبيهات أطلقتها شددت من خلالها على ضرورة التقيد بالذبح النظامي تحت إشراف طبي بيطري داخل المسالخ النظامية. ووفقا لعضو الجمعية البيطرية السعودية الدكتور إبراهيم الشبيث فإن مخاطر الأمراض الطفيلية تعتبر الأبرز والأسهل في عمليات الانتقال جراء استهلاك لحوم الأغنام. وأكد الشبيث ل"الرياض" أن الخصائص الوراثية للأغنام المستوردة تعتبر الأكثر ضراوة والأشد خطرا على الإنسان مقارنة بالإنتاج المحلي، محذرا في الوقت ذاته المضحين من الذبح العشوائي خارج المسالخ النظامية، مشدد على ضرورة الكشف الطبي البيطري على الذبيحة، قائلا " يجب أن لا نتهاون في الكشف الطبي كونه صمام أمان يضمن سلامة اللحوم"، موضحا " المخاطر الصحية قد تمتد فترة حضانتها إلى سنوات ولا تظهر الأعراض الصحية إلا بعد استفحال المرض"، مشيرا في الوقت ذاته إلى أن الأمراض الطفيلية والميكروبية الأكثر انتقالا للإنسان. إلى ذلك نبه المدير العام لمؤسسة أليفة للخدمات البيطرية عضو مجلس إدارة الجمعية الطبية البيطرية السعودية الدكتور محمد حسين إلى الدور الاستراتيجي الذي تلعبه المسالخ النظامية في ضمان سلامة اللحوم، مؤكدا في الوقت ذاته أنها توفر لحوما سليمة وصالحة وخالية من الأمراض، قائلا "اللحوم لدى الإنسان تمثل الغذاء الأساسي وعليه فيجب التأكد من سلامتها"، مؤكدا دور وأهمية المسالخ، مضيفا "هي الجهة الوحيدة التي تخرج منها لحوم سليمة وصالحة للاستهلاك الآدمي". د. محمد حسين د. الشبيث واستعرض المسار العام لعمل المسالخ، مشيرا إلى أنه فرض القواعد الأولية للكشف على الحيوان قبل الذبح بالمسلخ وذلك للتحقق من عدم وجود أمراض وبائية واكتشاف الجروح والكسور والأمراض الجلدية وتحديد جنس الحيوان، قائلا "وضعت قواعد الكشف على الحيوان بعد الذبح وهذه النقطة من أهم النقاط المؤثرة والهادفة لحماية صحة المواطن وعليه حددت اللوائح اشتراطات مهمة منها طريقة الكشف البيطري على الحيوان المذبوح ووضع الأختام على الحيوانات أو الذبائح الصالحة وتحديد أشكال وألوان الأختام حسب فصيلة الحيوان وطريقة نقل اللحوم، كما وضعت مواصفات خاصة لسيارات نقل اللحوم"، مضيفا "هنالك لائحة خاصة بالأمراض والتصرف حيالها فمنها ما يستدعي إتلاف الذبيحة كلياً وذلك لعدم صلاحيتها للاستهلاك الآدمي باعتبارها مصابة بمرض عام والتي من أبرزها حالات السل أو الهزال أو اللحوم المحمومة أو الديدان الشريطية أو التسمم الصديدي أو، ومنها ما يستدعي إتلاف جزء من الذبيح مثل الإصابات الموضعية في الكبد أو الرئة أو حالات الخراريج ." وزاد "تعتبر اللحوم أحد أهم العوامل الرئيسية التي تلعب دوراً أساسياً في صحة وسلامة الإنسان فهي مصدر غني بالعناصر الغذائية ولها قيمة غذائية عالية مقارنة بالمواد الغذائية الأخرى حيث ترتبط القيمة الغذائية للحوم بما تحتويه من البروتينيات والأحماض الأمينية الأساسية ومختلف المعادن والفيتامينات اللازمة لنمو الجسم وقيامه بوظائفه الفسيولوجية الطبيعية والتي من الصعب تواجد هذه الأشياء في أغذية أخرى وبهذا التركيز في صنف واحد من المواد الغذائية، موضحا "ولما للحوم من أهمية حيوية لجسم الإنسان إلا إنها من المواد الغذائية سريعة الفساد إذا ما قورنت بالعديد من المواد الغذائية الأخرى حيث إن مكوناتها تفي بمعظم متطلبات النمو للكثير من الميكروبات المرضية إذا هيئت لها الظروف المناسبة لذلك ومن طرق السيطرة على التلوث الميكروبي للحوم اعتماد الفحوصات البيطرية الصحية لضمان عدم وصول لحوم الحيوانات المريضة والمصابة للمستهلك".